مايو 19، 2009

أكراد وعرب كـ'الأشقاء' في دوريات مشتركة


تيم كوكس

تقول القوات العراقية والكردية في معرض الحديث عن جماعتين أوشكتا على إطلاق النار على بعضهما منذ تسعة أشهر انها تعمل جيدا في دوريات مشتركة بدأت الشهر الماضي في جزء مضطرب من العراق.

وقال رياض عباس وهو عقيد بالشرطة الكردية "كان لدينا مشاكل مع بعضنا بعضا." وكان يقف بجوار مقدم بالجيش العراقي يدعى أحمد محمد وهو عربي في قرية متربة تعد جزء من نزاع شرس على أرض يضع العرب في مواجهة الأقلية الكردية.

وتقع شيخ بابا على بعد أقل من 20 كيلومترا من مدينة خانقين حيث اضطر سياسيون للتدخل في اب/أغسطس الماضي لنزع فتيل أزمة بين القوات الكردية والجيش العراقي.

وقال محمد "جلسنا وتحدثنا. انظر لنا الآن.. نعمل سويا كالأشقاء" مشيرا الى أفراد بالشرطة الكردية يرتدون زيا مموها ويتجاذبون أطراف الحديث مع جنود عراقيين معظمهم من العرب.

لكن مثل هذه الآراء المعلنة عن التعاون الحديث تأتي أمام خلفية من توتر عرقي طائفي في بعض المناطق الشمالية تكافح تمردا عنيدا.

وتطالب الأقلية الكردية بأحقيتها في أجزاء من ديالى ومحافظات أخرى على الحدود مع اقليمهم الشمالي المتمتع بالحكم الذاتي وهو طلب رفضته الحكومة التي يقودها العرب في بغداد.

وفي محافظة نينوى أكثر المناطق عنفا في العراق حاليا رفض الأكراد المشاركة في حكومة محلية بقيادة العرب وتعهدت عدة بلدات كردية بألا تحترم الحكومة الجديدة في الموصل العاصمة الاقليمية التي مزقتها الحرب.

وتظل المحافظة مضطربة حيث يبقى الحاكم العربي بعيدا عن المناطق التي يهيمن عليها الأكراد ويخرج الأكراد والعرب في احتجاجات.

كما أصاب الاضطراب ديالى حيث بدأت الحكومة المحلية الجديدة المؤلفة من سنة وشيعة أكراد التشاحن على السلطة. وألقي القبض على عضو بالمجلس من العرب السنة الاثنين ولم تتضح على الفور أسباب القبض عليه.

وبينما تراجع العنف في أنحاء كثيرة من باقي العراق استعصت ديالى على التهدئة وهو ما يعود جزئيا الى أن اشجار النخيل فيها وقراها الصحراوية النائية تشكل مخابئ جيدة.

وتشمل الجماعات النشطة تنظيم القاعدة السني وجيش النقشبندي القومي الذي يشن عددا متزايدا من هجمات القناصة على مسؤولين وزعماء عشائر وقوات أميركية.

وغذت النزاعات على الأرض عدم الاستقرار المستمر في ديالى من خلال منع نشر قوات شرطة بشكل فعال.

وكان صدام حسين وهو من العرب السنة أجبر الاكراد على الخروج من المناطق المتنازع عليها ونقل اليها العرب لترسيخ اركان حكمه. وجاءت قوات البشمرجة الكردية لتقوم بدور الشرطة في مثل هذه المناطق بعد خلعه في 2003 .

وبدأ التوتر العربي الكردي في الظهور عندما حركت الحكومة بقيادة العرب الشيعة الجيش العراقي الى المناطق المتنازع عليها الصيف الماضي.

وتعكس ديالى نزاعا أكبر بين بغداد والزعماء الاكراد بشأن الأرض واحتياطات نفطية هائلة وهو عداء ربما يهدد الامن فيما تستعد القوات الأميركية للانسحاب.

وقال القائد الأميركي جيب اوستن الذي تعمل قواته حول خانقين "حتى ترسم الحكومة العراقية الخط الذي يصف ما هو كردستان وما هو ليس كذلك فان أي تحرك لقوات الامن على أي جانب سيعتبر استيلاء على أرض."

وفي ديالى يأمل المسؤولون العسكريون أن تساعد الدوريات الجديدة على تهدئة التوتر وتحسين الامن. لكن كثيرا من القرويين يشكون في صدق التعاون الجديد.

وقال عبد الكريم سليمان وهو مزارع كردي تعرضت قريته للتفتيش بواسطة القوات العراقية والكردية "كله للاستعراض."

وأضاف "انهم ليسوا على وفاق. هناك بغض حقيقي للأكراد. لقد حطمت القوات العراقية مكتبي عندما فتشوه من قبل."

وكان لحامد عزيز وهو عربي شكاوى مماثلة بشأن القوات الكردية التي قال انها اقتحمت منزله بالقوة في قرية عيون.

وقال "في مكنون نفسها.. القوات الكردية لن تعمل مع العرب. انهم يريدون الحصول على هذه الأرض."ميدل ايست اونلاين