مايو 13، 2009

بريمر يتبادل اطلاق النار مع القيادة الكردية


كان بريمر قد قضى عاما في العراق بدأ اوائل شهر ايار عام 2003 بعد الاحتلال الاميركي باقل من شهرين وانتهى اواخر الشهر السادس عام 2004 قبل يوم واحد مما اسماه تسليم السيادة للعراقيين وذلك بتشكيل اول حكومة عراقية قيل انها (مستقلة) برئاسة الدكتور اياد علاوي.لكن عام بريمر في العراق لم يكن كسواه من الاعوام. فبعد نحو خمس سنوات على مغادرة الحاكم المدني الاميركي جي بريمر الثالث كما يسمونه في الولايات المتحدة كان قد اصدر خلالها كتابه المثير للجدل (عام قضيته في العراق) عاد اليوم ليفجر المزيد من القنابل بوجه الجميع. غير ان بريمر هذه المرة خص القيادة الكردية بوابل من رصاص اسلحته التي ظهر انه لم يستنفدها كلها في كتابه ذاك الذي يعده كبار السياسيين العراقيين واولهم الدكتور احمد الجلبي من الكتب السيئة التي صدرت بعد الاحتلال. غير ان الموقف السلبي من كتاب بريمر شمل جميع اعضاء مجلس الحكم انذاك وبعضهم الان لايزالون من ابرز قادة البلاد. وكان الزعيم الكردي مسعود البارزاني قد سبق له ان نفى في مقابلات صحفية سابقة الكثير مما ورد في كتاب بريمر من ملاحظات واراء وقد فعل اخرون ايضا. كما صدرت الكثير من الاراء والملاحظات بشان الكتاب وما اثاره من ملابسات.
الامر لم يقف عند حدود العراق. فعام بريمر في العراق الذي كان ولايزال العام الاسوأ في تاريخ العراق لم تجر محاكمته في العراق فقط بل جرت ايضا في الولايات المتحدة الاميركية. بل يمكن القول ان عام بريمر لم تجر محاكمته في العراق اصلا بقدر ما اثيرت ملاحظات بشان طبيعة الاداء السياسي والجدل بشان قضية حل الجيش واجتثاث البعث. ولما كانت قضية حل الجيش واحدة من اهم القضايا التي اثير ولايزال يثار حولها جدل طويل وربما سيستمر فلأنها واحدة من القضايا الاشكالية في العراق. فعلى الرغم من كل مايمكن ان يقال فان قرارات بريمر التي ظهر انها متسرعة اميركيا كانت قد حظيت باعجاب الكثير من القيادات العراقية انذاك نظرا لما تعتقده بارتباط الجيش العراقي السابق بالكثير من الماسي التي حصلت خلال حقبة حكم صدام حسين.

لكن في الولايات المتحدة يبدو ان الامور بدات تاخذ مجريات اخرى مع صدور العديد من الكتب التي تناولت مدة الاحتلال ولعل ابرزها ماكتبه الصحفي الاميركي المعروف بوب ودوورد ولاسيما كتاباه (خطة الهجوم ) و( حالة انكار) والتي اشار فيها بوضوح الى طبيعة الجدل الذي اثير بشان حل الجيش وماتبعه من سلسلة من الاخطاء الكارثية التي حصلت في ما بعد. ويبدو ان ما تحدث عنه بريمر مؤخرا في تصريحاته الصحفية التي نقلتها (الشرق الاوسط) يبدو وكانه نوع من تبرئة الذمة لما حصل عندما رمى الكرة في الملعب الكردي عندما قال ان الاكراد هددوا بالانفصال مالم يحل الجيش.
الرد الكردي لم يتاخر كثيرا. فبعد تصريحات بدت مستعجلة لاحدى القيادات الكردية وهو سعدي بيرة الذي اكد موافقة القيادة الكردية على حل الجيش فان الرد الذي جاء على لسان كل من الرئيس جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني يحمل نفيا قاطعا لما قاله بريمر. ومما قاله طالباني وبارزاني انهما لم يكونا موافقين ولم يكونا يعلمان بقرار بريمر لانهما التقياه بعد اسبوعين من وصوله الى بغداد بينما كان قد امر بحل الجيش في اليوم التالي لوصوله. يبدو ان بريمر لم يجد سوى اسلحة الجيش السابق التي كانت بالية لكي يتبادل بواسطتها القصف مع القيادة الكردية التي جددت رفضها الان لما بات يعد في اميركا قرارا خاطئا كلف الاميركان والعراقيين على حد سواء عشرات الاف القتلى والجرحى والمعاقين.