فبراير 20، 2009

كردستان: اقليم عراقي ام دولة مجاورة ؟



جمال الخرسان

قناعة الاكراد في التعامل مع المركز مفادها: ان اقيلم كردستان واقع خارج حسابات القوانين العراقية وان قرارات الحكومة لا تجد لها اصداء كبيرة هناك في ظل وجود علم وجيش وممثلين لاقليم كردستان بشكل خاص على الصعيد الخارجي.
ثم ان حكومة الاقليم لا ترتبط بالمركز الا في ترشيح شخصيات كردية تساهم في قيادة الحكومة المركزية في بغداد، وكذلك في تحميل ميزانية العراق عبئ وتكاليف الميلشيات الكردية التي تعمل في كردستان فقط ... كتشكيل كردي وليس كأفراد في الاجهزة الامنية العراقية بشكل عام.
ان اجواء من هذا النوع لا تشجع على عراق موحد وتعكس مدى هشاشة الرابطة المشتركة بين مكونات الشعب العراقي.
القوى السياسية الكردية حصلت على مناصب سيادية مهمة جدا في الدولة العراقية وتشارك بقوة في العملية السياسية وفي الاجهزة التنفيذية بشكل خاص منذ اليوم الاول لسقوط صدام حسين ومع ذلك لازالت تتعامل مع العراق على انه دولة جارة تهدد الامن القومي لاقليم كردستان رغم ان الاقليم يمتلك قوى مسلحة ( بيش مركة ) يتجاوز قوامها 100 الف عنصر يفوق تسليحها تسليح الجيش العراقي بعدما قامت سلطات الاقليم بعقد صفقات لشراء الاسلحة من دول اوربا الشرقية وفقا لما كشفته الصحافة الامريكية.
حتى هذه اللحظة لا احد يعلم ماذا يريد الاكراد؟! وما هي المطالب السياسية التي يريدون تحقيقها على المستوى البعيد ؟ فهم يتارجحون بين الانفصال والبقاء مع العراق ولم يحسموا امرهم بعد وهذا ما اربك الوضع العراقي بشكل كبير جدا ووضع العراق في موقف لايحسد عليه على صعيد الحراك السياسي في الساحة العراقي وكذلك على صعيد علاقات العراق مع بعض القوى الاقليمية المهمة جدا مثل تركيا المعروفة بعلاقاتها الاستراتيجية مع الجانب الامريكي على وجه الخصوص.