فبراير 20، 2009

ماذا يعني اتباع نظام الكوتا للتركمان في الانتخابات البرلمانية لإقليم كردستان


حسين عوني
حسبما نشر الموقع الالكتروني لحكومة اقليم (كردستان) ،فقد تم عقد اجتماع مشترك بين رئاستي برلمان وحكومة اقليم كردستان يوم الاحد 8/شباط / 2009 ، للتباحث حول مراحل تعديل قانون انتخابات برلمان (كردستان) ومشروع قانون مجالس محافظات الاقليم ومسودة دستور اقليم ( كردستان ). وبعد عرض أفكار اللجنة المشركة بين الجانبين بشأن قانون انتخابات برلمان ( كردستان ) و قانون مجالس المحافظات : ( أكدت رئاسة البرلمان و رئاسة حكومة اقليم كردستان على تطبيق شرط العمر (25) عاما لعضوية البرلمان وزيادة نسبة تمثيل النساء في البرلمان لتصل الى (30%) و اتباع نظام (كوتا) للأخوة التركمان و الكلدان و الآشوريين و السريان ) .
ان تأكيد رئاستي برلمان و حكومة اقليم ( كردستان ) على اتباع نظام (الكوتا) للتركمان والكلدان و الآشوريين و السريان في الانتخابات القادمة للبرلمان الكردي ، يجعل المراقب أياً كان مذهبه و عرقه ، أمام تساؤلات لها أول وليس لها آخر . ونحن الآن لسنا بصدد الاجابة على جميع هذه التساؤلات ، بل نحاول طرح هذا الموضوع أمام الملأ عبر التعليق عليه استنادا الى المقارنة بين قوانين و مسودة الدستور لأقليم ( كردستان ) مع الدستور العراقي الدائم ، والى ذلك نقول :-
1. ان اتباع نظام الكوتا للتركمان في الانتخابات البرلمانية لأقليم ( كردستان ) ، يعتبر تجسيدا لرغبة الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الديمقراطي الكردستاني) في تهميش دور التركمان في الواقع المعاش لأقليم ( كردستان ) ، وذلك لأن إخضاع التركمان لنظام (الكوتا) هو نتاج الخطط المشتركة للحزبين الكرديين .
2. إن إتباع نظام (الكوتا) للتركمان في الانتخابات البرلمانية لأقليم ( كردستان ) ، يعتبر ترجمة عملية لمسودة الدستور الكردي على ارض الواقع . حيث ان المادة (6- أولا) من هذه المسودة دونت بصيغة تستبطن تصغير شأن بقية مكونات الشعب في اقليم ( كردستان ) وذلك بذكر القومية الكردية كقومية رئيسية ووضع بقية القوميات تحت عنوان قوميات اخرى او حصرها بين قوسين .
كما إن المادة (6- ثانيا) تنص على ان لسلطات الاقليم تنظيم حقوق المواطنة في الاقليم بقانون ، وهذا مما يخالف الدستور العراقي الدائم الذي لم يرد فيه مثل هذه العبارة او مثل هذا التقييد .
3. ان اتباع نظام الكوتا للتركمان في الانتخابات البرلمانية لأقليم ( كردستان ) يعتبر مخالفاً للدستور العراقي الدائم الذي ورد ذكر التركمان في ديباجته كقومية رئيسية الى جانب القوميتين العربية و الكردية . فما بال الأحزاب الكردية التي تحاول طمس هذه الحقيقة عبر ترويج بدعة اتباع نظام (الكوتا) للتركمان في الانتخابات البرلمانية لأقليم كردستان .
4. ان اتباع نظام الكوتا للتركمان في الانتخابات البرلمانة لأقليم ( كردستان ) يتناقض مع قانون الانتخابات البرلمانية العراقية ، حيث يعلم الجميع ان هذا القانون لا يتضمن اتباع نظام الكوتا للتركمان ، وهذا اعتراف واضح بأن التركمان يشكلون قومية رئيسية ثالثة في العراق .