فبراير 17، 2009
قوة مئة مثقف تركي في شمال العراق
جنكيز جاندار
وصلنا الى أربيل في ساعات الفجر الأولى، وبعد ثلاث ساعات ونصف من النوم والاستراحة، بدأنا بالتوجه نحو مدينة السليمانية، وقد سلكنا طريقاً متعرجاً عبر جبل "هيبت سلطان" المطل على مدينة دوكان السياحية، وبعد ذلك عبرنا نهر الزاب، وقد وصلنا الى مدينة السليمانية بعد حوالي ساعتين من الزمن. ونزلنا ضيوفاً على نوشيروان مصطفى أمين القيادي القديم الذي له نضاله بين الكورد، وقائد كومله والعضو المؤسس في الاتحاد الوطني الكوردستاني، كما كان في منصب الرجل الثاني في الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد الرئيس العراقي جلال طالباني الى وقت قريب.
وقد تحدث نوشيروان الينا قائلاً: "إن تركيا بمثابة مستقبل استراتيجي لنا، ونحن كورد العراق لم يكن وضعنا بالشكل الحالي، بل كنا معاً جنباً الى جنب مع الأتراك على مشارف أبواب فيينا وفي البلقان وجنه كه له".
أن مئة مثقف معروفين لدى الرأي العام التركي قاموا بحملة انزال في أربيل، أنه حدث نادر ومهم باسم منبر أبانت.
ان هذا المنبر عقد أول اجتماعاته بعد حادثة 28/2/1998 والهدف من ذلك خلق جو وثقافة حوار وقبول البعض واحترام خصوصية رأي المثقفين من الوسطين الاسلامي والعلماني على حد سواء، وقد مر على ذلك إحدى عشر سنة والى جانب الاجتماعات الدورية السنوية في أبانت تم عقد اجتماعات في كل من واشنطن وبروكسل وباريس والقاهرة، ولأول مرة نعقد اجتماعاً في شمال العراق. او كما يسمونه الاهالي هنا في أربيل مركز كوردستان العراق، مدينة أربيل تعتبر المركز الاداري للمنطقة، أما مدينة السليمانية فما زالت تحافظ على مركزها الثقافي والفكري ومن هذا المنطلق رغبنا ان نزور السليمانية ابضا بعد زيارتنا الى أربيل.
وقد قال محافظ السليمانية نتشرف بزيارتكم هذه، وقد منحنتا السعادة، وكان من بين الموجودين الشاعر الكوردي المعروف، شيركو بيكه س ورئيس جامعة السليمانية الدكتور علي سعيد وعميد كلية الآداب قسم اللغة الكوردية الدكتور رفيق صابر وعدد كبير من المسؤولين والاداريين في القنوات التلفزيونية ورؤساء تحرير العديد من الصحف الكوردية، بالإضافة الى عدد كبير من الكتاب الأكاديميين.
وقد تم الحديث حول الكثير من القضايا المتعلقة بالعلاقات التركية وكورد العراق، الى جانب استخدام الكثير من ألفاظ المديح تجاه البعض، وقد استمعنا الى الكثير من أحاديث المديح والاطمئنان والسعادة تجاه زيارة مئة مثقف تركي الى المنطقة. فالجولة القصيرة التي قمنا بها في أربيل والسليمانية منحتنا العديد من الانطباعات بأن تركيا التي بدأت ببث قناة باللغة الكوردية عبر TRT والتي تفكر بفتح أقسام لآداب اللغة الكوردية في الجامعات ستصبح مركز جذب خلال العام 2009. وان هذه القوة الجاذبة التي ستكسبها تركيا ستكون قوة جذب أقوى بكثير من قوة جذب التي سيشكله شمال العراق بالنسبة لكورد تركيا. وان تركيا بدأت تصبح قوة جذب حتى لكورد العراق انفسهم أيضاً. وقد لاحظنا هذه الحقيقة على أرض الواقع بأن زيارة مئة مثقف تركي الى أربيل وبدون زي عسكري وبواسطة منبر أبانت كانت لها تاثير أكثر بكثير من تاثير 700 ألف جندي عسكري من القوات المسلحة التركية لو قاموا بحملة عسكرية وانزال عسكري في جبال قنديل.