سبتمبر 01، 2009
قصة تحرّك جنرال البيشمركة المخضرم (مام رستم) في كركوك مع الإتحاد الوطني ومام جلال
نُقل عن قائد البيشمركة (مام رستم) الذي قاتل في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الطالباني، قوله إن التغيير سيكون أكثر شعبية في كركوك منه في السليمانية. وحسب فلاديمير فان ويلجنبرغ المراقب المتنقل في الشرق الأوسط –ومقره لندن- فإن (مام رستم) يعمل الآن في كركوك بنشاط ملحوظ، استعداداً للانتخابات البرلمانية العامة المقبلة.ويصف الرجل بأنه بيشمركة مخضرم، وهو أصلاً من كركوك. وقد أمضى معظم سنوات 1979-1991 يقاتل ضد النظام العراقي السابق. وفي سنة 2003 عندما قُهر صدام، كان (مام رستم) مع مجموعة من رجال البيشمركة في كركوك، لكنه لم يعمل على جعل كركوك جزءاً من إقليم كردستان. وبعد ثلاثة أيام سأله الجيش الأميركي: لماذا أنت هنا؟. فأجاب (رستم) قائلاً: ((هذه كردستان، هذه أرضنا، وهذه أورشليم كردستان. ولن نتراجع عنها)). ولكن بعد ساعات قليلة اتصل به جلال الطالباني وقال له: ((يجب أن تعود)). ويقول المراقب الغربي في الشرق الأوسط: إن جنرال البيشمركة، لم يستطع أن يقول لا للطالباني. وأضاف: ((يجب أن أطيع..فالطالباني زعيمي))!. أما الآن – يقول المراقب - فإن الطالباني لم يعد زعيمه. وأوضح (مام رستم) ذلك قائلاً: ((لقد تركت الاتحاد الوطني الكردستاني لأسباب كثيرة، لكن السبب الرئيس هو الفساد)). في الماضي بذل رجال البيشمركة دماءهم وأرواحهم، لكن الحال تختلف الآن تماماً. ويؤكد (رستم) أن معظم مسلحي البيشمركة القدامى التحقوا بـ(غوران) وأنفقوا أموالهم الخاصة على (غوران) بدلاً من أن يحصلوا على المال.ويشير المراقب السياسي ويلجنبرغ إلى أن واحدة من القضايا السياسية الكبيرة بين بغداد وأربيل، هي المناطق المتنازع عليها، والمادة 140 من الدستور التي تقول يجب أن يكون هناك استفتاء عام وإحصاء عام لتقرير مصير أو مستقبل كركوك والمناطق التي تثير المزيد من التوتر بين الأكراد من جهة وبين العرب السُنة والحكومة المركزية من جهة ثانية، ولكن شيئاً من ذلك لم يتم حتى الآن.ويشدّد (مام رستم) على قوله: ((سنحاول إعادة كركوك الى أهلها، وسوف نعمل من أجل جميع سكان كركوك، أي الكرد والتركمان والعرب)). ويزعم (رستم) أن كل شخص في العراق يعرف أن كركوك جزء من كردستان. إنهم يعرفون ذلك جيداً.ويتوقع بعض الخبراء الأجانب حرباً أهلية. ويحذر ستيفن بايدل من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن من عواقب النزاع بين العرب والأكراد. لكن قائداً عسكرياً كردياً خاض الكثير من المعارك مع الجنود العرب يقول إن ذلك غير ممكن. ويضيف: ((كانت هناك حروب على مدى 80 سنة، والآن نريد حلاً بطريقة ديمقراطية وعبر المفاوضات)). ويقول إنهم يحاولون الآن إقناع سكان كركوك بأنهم سينفذون المشاريع المهمة وسوف يساعدونهم.أما (مام رستم) فهو مقتنع أن الحزبين الحاكمين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني) بقيادة البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الطالباني، يسيطرون الآن على الاقتصاد، ويتهمهما بالتقصير في تنفيذ المشاريع التي تخدم الناس. وأضاف: ((إنهم يأخذون الميزانية من بغداد، ويتصرّفون بها على حريتهم. نحن لا نريد الميزانية لنا، وليس لجيوبنا. ليس هناك مشاريع في كركوك. ولا أحد يساعد السكان)).وفي الانتخابات المقبلة –يقول مام رستم- ستكون قائمة غوران مفتوحة لكل قومية. ويؤكد أنها ستكون بعيدة عن القوائم الكردية التي يمكن أن تخلق مشاكل صعبة بالنسبة للموقف العام في كركوك. وبرأيه أن القائمة المستقلة جيدة. ولهذا السبب فإن (مام رستم) كان يتناول العشاء مع زعماء العشائر العربية، والتركمانية التي تسكن كركوك. ويؤكد (رستم) أن قائمة التغيير سوف تستمر في التركيز على القضايا الداخلية لكردستان وكركوك، ولكن ليس القضايا الكردية في الدول المجاورة. وبعدما تنتهي الانتخابات، سنتحدث بشأن تركيا وأشياء أخرى. وسوف نعمل في بغداد، وستكون لنا قائمة هناك. ويقول المراقب الغربي إن (مام رستم) يعتقد أن قائمته ستكون الأكثر شعبية في كركوك، منها في السليمانية. وحسب ظنه ((أن الناس في كركوك متأكدون من أننا سنساعدهم. غوران لكل الناس. وآمل أن تحظى قائمة غوران بأكثر الأصوات في الانتخابات المقبلة)).