أغسطس 15، 2009
الملا كريكار: نوري المالكي رفض تسلمي من دون ضمانات من طالباني
أكد الزعيم الإسلامي المتشدد الملا كريكار المقيم حاليا في النرويج أن المحكمة العليا النرويجية أصدرت قرارا بطرده وتسليمه الى الحكومة العراقية، ولكن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض تسلمه من دون ضمانات من طالباني، وشدد على أنه "غير مستعد للتخلي عن أسلوب الجهاد لأنه جزء من العقيدة الإسلامية"، على حد تعبيره وقال كريار الذي يعتبر أبرز القادة الإسلاميين المتشددين في كردستان ومؤسس جماعة أنصار الإسلام وزعيمها الروحي "إن وزارة الخارجية والمخابرات النرويجية حاولتا عبر جهود دبلوماسية إستمرت لأكثر من ستة أشهر الحصول على ضمانات من الحكومة العراقية بعدم تعذيبي أو تعرضي الى الموت في حال إعادتي إلى البلاد، لكن تلك الجهود فشلت بسبب رفض المالكي، الذي أكد أن حكومته ليست معنية بقضية كريكار، وفي حال إرجاعي فستضطر إلى تسليمي لحزب الرئيس العراقي من دون تحمل تبعات ذلك". وأردف فـ"أنا مازلت مقيما في النرويج مع حرماني من جميع حقوقي في الإقامة والسفر والتدريس وغيرها"، على حد وصفه. وبشأن مدى إستعداده للعودة الى كردستان في حال حصوله على الضمانات المطلوبة، قال كريكار "إذا تسنت لي فرصة ذلك سأعود طبعا، ولكن بشرط أن لا يتسيد علي أحد ويفرض علي ما أفعله وما لا أفعله، عندها سأواصل نضالي السياسي والمدني والعسكري والتنظيمي، لأنني أعتبر كل ذلك جوانب مترابطة للنضال لا يمكن للكردي أن يتخلى عنها ،خصوصا النضال المسلح". وأشار إلى أنه "ما دامت القوى العلمانية لا تتخلى عن سلاحها التي تمكنت من خلالها فتح عشرات السجون تزج فيها رجالنا الشرفاء، فلماذا نتخلى نحن عن مصدر قوتنا، فالقوى العلمانية في كردستان تحقد الى حد العظم على الإسلاميين وتحاول أن تصادر حتى أنفاسهم، فما قدرت عليه فعلته، وما عجزت عنه في معاداة القوى الاسلامية أتت بقوى إستعمارية لمساعدتها" بحسب تعبيره. وأكد أنه لن يغير منهجه تحت أي ضغط كان، وقال "لماذا يريد الآخرون أن يفرضوا إرادتهم علينا، هل غير الإتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني نهجيهما تجاه الإٍسلام حتى نغير نحن أسلوب نضالنا، أنا أسير على نهج الله ورسوله، ولست سياسيا مخادعا أسوق الناس الى إنتخابات مزيفة، فلماذا أغير منهجي وأتخلى عن جهادي الذي هو جزء من ديني وعقيدتي، هل جند الحزبان جيشا نظاميا من الشعب أم أنهما يمتلكان 190 ألفا من عناصر البيشمركة الحزبية يستنزفون أموال بيت مال المسلمين، في الوقت الذي ولائهم جميعا لهذين الحزبين" فقط. أما بشأن إستعداده لإجراء حوار مع القيادة الكردية بصددالسماح له بالعودة، قال الملا كريكار إن "السؤال يفترض أن يوجه الى القادة الكرد أنفسهم، إسألوهم لماذا يجمعون حولهم جميع هؤلاء المرتزقة والبعثيين وأعداء الشعب الكردي حولهم، ويتنكرون لرفاق دربهم الذين واجهوا حرب الإبادة الشاملة والضربات الكيمياوية للنظام السابق، إسألوا طالباني لماذا يقرب وفيق السامرائي ويدير ظهره لكريكار ورفاقه؟"، على حد وصفه. وإنتقد الزعيم الكردي المتشدد مواقف القوى الإسلامية الأخرى المعروفة بإعتدالها مثل الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية بقيادة رفيقه علي بابير، وقال "القوى الإسلامية في كردستان ضعيفة ولا تملك لنفسها شيئا، فالأمين العام للإتحاد الإسلامي صلاح الدين محمد بهاء الدين كُسب من قبل طالباني وبارزاني لمجرد مشاركته في إجتماع بالقاهرة، وهذا أمير الجماعة الإسلامية علي بابير الذي يملك المئات من صواريخ الكاتيوشا والهاونات ومراكز التدريب والكثير من الكتائب المسلحة، لكنه يرضخ أمام الحزبين الحاكمين، وأنتقدهم لأنهم أركعوا الحركة الإسلامية القوية أمام معسكر الكفر الكردي". وتابع "السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، مادام هذان الحزبان الإسلاميان يرضخان الى هذا الحد لإرادة الحزب الديمقراطي الكردستاني فلماذا لا ينضمان إليه أصلا، خصوصا وأن في صفوف هذا الحزب أعدادا كبيرة من المصلين يعادلون عدد أعضاء الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية معا ".