أبريل 18، 2009

متى يتقاعد فخامة الرئيس ؟


نزار علي

حسب معلوماتي المتواضعة ان رئيس الجمهورية موظف لكن بدرجة عالية جدا جدا مكرر جدا وكبيرة بكبر فخامته، وبما انه موظف فيجب ان يخضع لضوابط القانون ، اي ان يحال الى التقاعد عندما يبلغ سن التقاعد المنصوص عليه بالقانون، وحتى لو يتم استثناء فخامة الرئيس لمدة خمس سنوات اضافية، بمعنى ان الموظف يحال على التقاعد عندما يصبح عمره 55 سنة وتكون الاحالة على التقاعد اجبارية عندما يصل العمر الى 60 عاما، فان الرئيس يحال الى التقاعد عندما يصل 65 عاما.
هذا سياق معمول فيه في كل دول العالم لان الانسان عندما يصل الى عمر الـ 60 سنة يحتاج الى رعاية وخدمة من قبل الاخرين ، ومنصب رئيس الجمهورية منصب كبير ويحتاج من الجهد الكثير لذلك فان رجلا يبلغ من العمر اكثر من 70 عاما ويحتاج الى من يستند اليه عندما يصعد عتبة في سلم ، اعتقد ان ذلك لايتناسب مع قدراته الصحية والمنصب الخطير الذي يشغله.
بصفتي مواطن عراقي وشاركت في الانتخابات، وانتخبت قائمة لان في ذلك الوقت لا نعرف المرشحين بل نعرف القائمة ورئيسها، ولاني غير طائفي انتخبت قائمة علمانية، وبما ان لي حقوق على هذه القائمة ، اطالبها بان تقترح على البرلمان ان يكون الرئيس العراقي الجديد لا يتجاوز عمره الـ 65 سنة على الاكثر، لان العراق بحاجة الى عمل دؤوب وشاق، ولا يحتاج الى رجل عجوز هو بحاجة الى من يساعده لكي يقوم من الكرسي الذي يجلس عليه.
اسوق لكم هذا الكلام بمناسبة الخبر الذي سمعته يوم امس عن عزم الرئيس جلال الطالباني الترشيح لولاية ثانية، على الرغم من انه اعلن سابقا انه لن يرشح نفسه مرة اخرى، لكن يبدو ان المنصب والخرجية الهواية تعمي القلوب وتصم الاذان وتعيد الرجل العجوز الى مرحلة المراهقة.
قبل فترة التقيت باحد الدبلوماسيين العراقيين العالمين في الخارج وحدثني عن احدى زيارات الرئيس طالباني الخارجية قائلا "يقوم طاقم خاص باعطاءه الطعام اي انه لا يأكل بيده بل هناك شخص مختص يضع الفوطة له وشخص اخر يوكله الطعام، وفخامة الرئيس مجرد يؤشر على الطعام، بربكم اذا كان الرئيس لايقوى على تناول الطعام ، كيف يستطيع ادارة البلاد التي تعطف بها الرياح من كل حدب وصوب والكل يتامر عليها من الداخل والخارج؟.
اتمنى ان يشبع قادتنا من المناصب ويتعلموا ممن سبقوقهم اين هم الان؟ واتمنى على البرلمان ان يضع الضوابط الصارمة والصحيحة التي يجب ان تتوفر بالشخص الذي سيشغل المناصب القيادية في العراق.
وفي الختام اذكر فخامة الرئيس طالباني بقوله في احدى لقاءاته الصحفية (ان كل ما كان يحلم به هو ان يكون عضوا في البرلمان العراقي)، وها انت حققت حلمك بل اكثر من ذلك وصرت رئيسا للجمهورية ، ولكن صحتك لا تتحمل اكثر، فمتى تتقاعد؟ خصوصا وان تقاعدك سيكون اكثر من تقاعد المشهداني الذي خدم ثلاث سنوات وخرج بتقاعد يبلغ 50 مليون دينار فقط (خطية اشلون راح يدبر اموره)، وانت هم خطية لان 60 لو 70 مليون بالشهر لا تكفي نفاقتكم الرئاسية، وكل رئاسة وانتم مرشحون لها، وعاشت الفدرالية والديمقراطية وتبا للمتقاعدين مثلي الذين يحصلون على راتب قدره 150 الف دينار بعد خدمة تجاوزت 20 عاما. وشكرا