مارس 29، 2009
البارزاني: حين كانت العلاقة مع طاهر جليل حبوس أكثر نفعاً من العلاقة مع الولايات المتحدة
يقوم قسم الترجمة في "آفاق كردستان" بترجمة كتاب "سقوط السي آي إي" للصحافي الأميركي روبرت باور. يتحدث الكتاب عن فشل الخطة التي أعدتها المخابرات الأميركية عام 1994 للانتفاض على صدام حسين. يشير المؤلف إلى دور الحزب الديمقراطي الكردستاني في إفشال الخطة.
في مايلي فقرات مترجمة من الكتاب.
3 أذار، 1995 صلاح الدين
قرأ أحمد الجلبي الرسالة واستوى في جلسته على الصوفا وبادر إلى السؤال:
ـ هل يعني ذلك الشروع في الأمر؟
ـ أحمد أنت تتقن الأنكليزية وتعرف ماهو المقصود.
ـ هل أخبرتم البارزاني بالأمر؟
كنت أعرف مايقصده أحمد الجلبي. كان معه حق في ذلك (.....).
رحت أبحث عن نيجيرفان البارزاني، ابن أخ مسعود البارزاني وساعده الأيمن، وذلك لكي أنقل إليه الرسالة.
كان نيجيرفان يهتم بآخر موديلات الأزياء وعطورات بوس هوغو والطرازات الحديثة من السيارات أكثر من اهتمامه بحرية الشعب الكردي. وهو كان لديه (....) في واشنطن. وهو كان يدير الصفقات المادية لخاله مع عدي، الابن الأكبر لصدام حسين. فضلاً عن ذلك فإنه كان يسيطر على عائدات الحدود.
بالرغم من أن عائلة البرازاني تنحدر من قرية جبلية فقيرة فإن أفرادها باتوا يملكون قصوراً فخمة مزينة بأفخم السجادات العجمية والديكورات الإيطالية. يتصرف زعماء هذه العائلة مع المنطقة الخاضعة لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني كما لو كانت ملكيتهم الخاصة. ولهذا فأن آخر شيء يمكن أن يخطر لهم هو الدخول في صراع مع صدام حسين. قال نيجيرفان بنبرة لامبالية على باب الغرفة:
ـ مسعود على علم بالموضوع.
وحين سألته عما ينوي خاله القيام به اكتفى بأن هز كتفيه. حينئذ عرفت أن عائلة البارزاني سوف تخلق لنا المشاكل وتضع العصي في دولاب الخطة المقررة. وسرعان ماتأكدت مخاوفي. بعد الظهر أطل أحمد الجلبي وقال أن مسعود البارزاني، الذي كان موجوداً في زاخو، يرفض المشاركة في أي عمل ضد صدام بل إنه يتهيأ للانتقال إلى الجانب التركي من الحدود إذا ماحصل أي شيء.
(.......)
كانت تجري لقاءات متكررة بين عدي وقصي من جهة ونيجيرفان البارزاني من جهة أخرى وبحضور مدير المخابرات العراقية طاهر جليل حبوس.
(......)
عندما استدعى مسعود البارزاني القوات العراقية إلى أربيل لضرب مقاتلي جلال الطالباني كانت هذه القوات تعرف تفاصيل توزيع قوات الطالباني والمؤتمر العراقي مما يعني وجود تنسيق استخباراتي بين الجانبين.
قال مسعود البارزاني: نحن ضد أي حل يضعف وحدةالعراق ويعرض سيادته للمؤامرات الأجنبية.