نوفمبر 27، 2009

آذان صاغية لإسرائيل في أذربيجان

يقوم فريق من أخصائيي النطق والسمع الإسرائيليين بإعادة السمع للكبار والصغار في أذربيجان.
وكان الفريق برئاسة خبيرة السمع والنطق عانات كوخفا وعضوية أربعة أخصائيين في السمع من موظفي مؤسسة "هيديم" (أصداء) الإسرائيلية، قد توجه خلال شهر أغسطس آب الماضي، إلى باكو عاصمة أذربيجان، وهو البلد الذي تحده إيران من الجنوب وأرمينيا من الغرب. وقد خصص له عدد من غرف أحد مستشفيات العاصمة لمعالجة ضعاف السمع من السكان المحليين، مستعينين بما كانوا قد اصطحبوه معهم من إسرائيل من معدات وأجهزة. وخلال فترة قصيرة تمكن أعضاء الفريق من معالجة 150 أذريا كان الكثيرون منهم قد أُبلغوا سابقا بأنهم قد لا يعودون للسمع. وقد زود الإسرائيليون 70 من هؤلاء بأجهزة سمع، واعدين السلطات المحلية بأنهم سيعودون بالمزيد من هذه الأجهزة.
وتقول عانات كوخفا، التي أنشأت مؤسسة "هيديم" قبل عشرين عاما، إنه عند تشخيص ضعف السمع عند الأطفال ينصح بعدم عزلهم عن زملائهم وإدخالهم مدارس خاصة، بل دمجهم بالسامعين.
وكان من بين من قدم له الفريق الإسرائيلي العلاج أحمدلي النجاد البالغ من العمر 16 عاما والأطرش منذ ولادته. كان نجاد قد عانى بعد ولادته من اضطراب شديد في السمع زاد سوءا مع تقدمه في السن. وقد أبلغ الأطباء المحليون عائلته بأنه لن يعود يسمع، ولكن الفريق الإسرائيلي أثبت أن الأطباء كانوا مخطئين، وذلك حين زوده بجهاز سمع فاعل.
وكانت فكرة تقديم المساعدة للأذربيجانيين قد أثارها لأول مرة ناتي ماركوس والحكومة الإسرائيلية، علما بأن ماركوس رجل أعمال إسرائيلي ساعد الناس في الدول النامية على استعادة البصر عبر تمويل عمليات جراحية لهم بواسطة منظمته غير الحكومية وغير الربحية المسماة "عين من صهيون".
وبلغت قيمة ما قدمته مؤسسة "هيديم" لضعاف السمع في أذربيجان حتى الآن نحو 50 ألف دولار، بالإضافة إلى نفقات السفر وغيرها. وتأمل عانات كوخفا في العودة إلى هذا البلد مرة أخرى للوفاء بما وعدت به من تزويد 30 أذربيجاني آخر من ضعاف السمع بالأجهزة السمعية التي تمكنهم من العودة للسمع.
ويبدو أن كون الإسلام الديانة المهيمنة على أذربيجان لا تمثل مشكلة للذين يلجؤون للإسرائيليين للاستعانة بهم. وتقول عانات كوخفا: "كان الجميع إيجابيين بالنظر إلى الزيارة، لأنهم كانوا يريدون تلقي المساعدة منا.
كانت الرحلة إلى أذربيجان مهمة مشتركة شملت مندوبين عن منظمة "نجمة داود الحمراء"، وهي النسخة الإسرائيلية للصليب الأحمر، حيث بعثت المنظمة باثنين من أعضائها لإطلاع الهلال الأحمر الأذربيجاني على خبراتها، علما بأنه لم يكن أول اجتماع للجانبين، إذ إنه سبق لهم الالتقاء خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس لأذربيجان قبل بضعة شهور. وقد أعرب المسؤولون الأذربيجانيون في تلك الزيارة عن رغبتهم في توثيق العلاقات مع إسرائيل. وسيتم قريبا إطلاق مشروع مشترك لنجمة داود الإسرائيلية والهلال الأحمر الأذربيجاني لإقامة مركز لطب الطوارئ في أذربيجان.