أكتوبر 21، 2009

إسرائيل تقدم أصغر كاميرا طبية في العالم


إن العديد من التشخيصات الطبية تقوم على رؤية الطبيب لمكان الداء، مما يوجب في حالات كثيرة القيام بعمليات جراحية وتصوير الأشعة والمواد الملونة المشعة. ولكن ماذا لو استطعنا استخدام الكاميرا؟
قامت شركة "ميديغوس" الإسرائيلية المتخصصة في تطوير الأجهزة والعمليات المنظارية المبتكرة بجمع قواها مع قوى شركة "تاور سيميكونداكتور" لإنتاج أصغر كميرا طبية في العالم.
والكاميرا التي يبلغ قطرها 0.13 سنتيمتر قابلة للتركيب على المناظير ليستطيع الأطباء إلقاء نظرة مباشرة على أكثر التجاويف ضيقا في الجسم، مما يغني عن الفحوصات التي تتطلب إجراء جراحة وعن التصوير بالأشعة والعمليات الباهظة الثمن والتي قد تمثل خطرا على المريض.
والكاميرا التي يتم تركيبها على منظار يستعمل لمرة واحدة تكلف مبلغا ضئيلا ولا يجب تعقيمها بعد كل مرة تستخدم فيها.
وقد بعثت شركة "ميديغوس" بعينات إلى مختلف الشركات على أمل البدء بالإنتاج التجاري خلال الربع الأول من السنة القادمة.
أما الطلب على الكاميرا فهو قائم فعلا، والكلام للسيد عادي فريش، رئيس التنمية التجارية للشركة والذي يردف قائلا: "أصبحنا نتلقى العديد من الطلبات من قبل شركات منتجة للأجهزة في مختلف المجالات".

رؤية مباشرة من أجل التشخيص الموثوق به

ويقول فريش لنشرة ISRAEL21c إن ميزة أخرى لاستخدام الكاميرا تكمن في موثوقيتها، حيث يستطيع الأطباء في تصوير الأشعة رؤية المكونات البيضاء والسوداء فقط، وإذا تم استخدام المواد الملونة، يمكن رؤية مجموعة من الألوان، أما الكاميرات فتتيح رؤية مباشرة تسمح بدورها بإجراء تشخيص أكثر موثوقية وشمولية بكثير.
ويؤكد فريش: "سيوفر جهازنا للأطباء معلومات مرئية أكثر موثوقية عن حالة المريض أو العضو الذي يتم فحصه، فالرؤية مباشرة، وتجعلك تستطيع مشاهدة التجويف الحقيقي او العضو الحقيقي من الداخل". ويضيف: "مثل هذه الدقة ستساعد المريض والطبيب، لأنها تضمن عمليات أكثر أمانا وسلاسة".
قام بتأسيس شركة "ميديغوس" سنة 2000 مديرها العام الدكتور إلعازار زوننشاين، ، وكانت شركة رائدة في تطوير التقنيات المنظارية لمعالجة مرض الجزر المريئي المعدي المعروف شعبيا بالحرقة.
وستشمل تطبيقات الكاميرا المتناهية الصغر علاج الأذن والأنف والحنجرة، حيث يمكن إدخالها في الأنف، مما يغني عن تخدير المريض.
أما تنظير المعدة والفحص المعقد للمريئ والمعدة والاثناعشري والذي يتطلب حاليا التخدير هو الآخر، فسيصبح عملية بسيطة تستغرق لحظات.

اختراق علمي هائل

ويوضح فريش أهمية الكاميرا بقوله "إن الكاميرا أهم مكونات عالم المناظير، وكلما كانت أصغر، كلما أمكن تركيب أدوات مختلف على المنظار، مثل المصباح أو آلة التدبيس. وقد لاحظنا هذه الحاجة، فخضنا مشروع تطوير الكاميرا الجديدة مستعينين بقدراتنا".
وتعتمد التقنية الجديدة على مجسات CMOS المزودة بها الكاميرات الرقمية التي تقوم بصنعها شركة "تاور".
"إنه إنجاز تقني معقد جدا أن تقوم بإنتاج مجس بهذا الصغر وتجميع مثل هذه الكاميرا الصغيرة" – يقول فريش مردفا: "تحتوي الكاميرا على عدسات شيئية، وعليك تجميع كافة المكونات الإلكترونية داخل السلك، وهو أمر يعتبر إنجازه غاية في الصعوبة".
ومع احتمالية تقليص النفقات والأخطار على المريض مضافا إليها الموثوقية الأكبر للعمليات التشخيصية، يبدو أن الكاميرا سيكون لها أثر هام على عالم الطب بأسره.
ويخلص فريش إلى القول: "إنها فرصة مثيرة للأطباء والشركات، حيث تفسح المجال أمام تطوير عمليات جديدة، وهنا يكمن الاختراق الكبير".