
حليمة سنجاري
عدت مرة اخرى يا حكومة اقليم كوردستان كسابق عهدك ودونما تردد قبل الأنتخابات ،عدت تركضين وتوعدين وتسعين في تقديم الخدمات للمواطنين وتتمنين رضاءها بل مجرد تصديقها لكل ما تقولين ، واظبي يا حكومة ألأقليم على هذه المسيرة بتقديم خدمات الماء والكهرباء ماشئت من الساعات الطويلة ،واصلي ليل نهار تبليط ما شئت من الشوارع وألأزقة والطرق الخارجية ،ضعي حجر الأساس لما شئت من المدارس والمستشفيات والمستوصفات والمنتزهات والمكتبات والأقسام الداخلية ،وانزلي ماشئت لساعات طويلة من ابراجك العاجية ،وتصنعي البساطة في ملابسك واحاديثك مع كافة اطياف المجتمع الكوردي بما فيهم الكسبة والباعة المتجولين ،تحدثي معهم وابتسمي ببساطة علامة تشجيعك لحرية التعبير والنقد رغم كثرة ما يلومونك عليه، واقسمي بالقرآن والأنجيل وبشيخ آدي وطاووس ملك، بأنك ستفعلين اكثر مما يتمنون ويحلمون، اذرفي ما شئت سيلاً اوانهاراً من الدموع على عوائل الشهداء والأنفال والقصف الكيمياوي والمهجرين والمرحلين ،وضاعفي ما شئت ان تضاعفي من رواتبهم ،ثابري بصبر على التنازل من كبريائك وعلياءك يا حكومة كوردستان وودعي غرورك لما شئت من النهارات والليالي وزوري ضحايا الأقتتال الداخلى وخذي معك ما شئت من مناديل الكلينكس لتمسحي بيد حنونة آسفة دموع ووجوه اليتامى والأمهات الثكالى كما كان يفعل (ومع شديد أسفي وأعتذاري لصفحات النضال الكوردي المشرق) الظالم صدام حسين ،وجهي خطاباتك السياسية يا حكومة كوردستان ما شئت ان توجهي الى الشخصيات المثقفة الكفوءة المتعلمة التي تلمع كحجر ألألماس وارفعي كفك واعدةً بأن الميدان سيكون لهذه الطبقة بعد ألأنتخابات ،هذه الطبقة التي اهملتيها بسابق اصرار وتصميم لطوال ثمانية عشر سنة فعادت وانزوت في بيوتها ساكنة ولم تكن رواتبها تكفيها الا لمعيشة ضنكى الى ان قامت الحكومة المركزية بتعديل رواتب موظفي الدولة، وكان ذنبها انها تربت في بيوت مثقفة اصيلة فقرأت كتب علم النفس والأجتماع والفلسفة والأقتصاد والأدارة والسياسة والتاريخ والروايات العالمية وتعلمت اللغات الأجنبية ،وكانت قلوبها تنزف دماً واسفاً وحزناً لأنكم احتضنتم خريجوا مدارس صدام حسين، مدارس امرك سيدي التي تعلموا منها فنون السرقة والأحتيال والكذب والتزويروالتلاعب بالمال العام والضحك على الذقون بحجة الأوطان والأخطار الوهمية القادمة من الدول ألأقليمية وبحصر الوطن والقضية بشخص السيد الرئيس ،وجهي ما شئت من الخطابات للشباب الذين قتلت انت فيهم روح مواصلة التحصيل العلمي وروح الكوردايتى ،ومعه اصبحت الهجرة هي الحل الوحيد لمرض الكآبة الذي تفشى فى صفوفهم ،فقولي لهم ما شئت ان تقولي بانك ستقبلينهم في المعاهد والجامعات فيما بعد،وستوفرين لهم فرص العمل بعد التخرج ، وبأن كوردستان ستكون جنة ودبي يتمناها القاصي والداني، زوري يا حكومة الأقليم ما شئت ان تزوري من المرضى والفقراء والمساكين في المناطق الحدودية واوعديهم بان ليس بمقدور ايران او تركيا ان تقصفهم بعد اليوم، زوري ما شئت من هذه العوائل المتعففة التي ما زالت تعد الخبز والطعام كما كانت في زمن النضال تعده للبيشمركة ،اجل انها ما زالت بعد مضي ثمانية عشر سنة تعده على نار روث الحيوانات ، قولي مؤكدةً لهم بأنكم لن تنسوهم بعد فوزكم هذه المرة وسيصلهم الماء والكهرباء ووقود النفط والغاز ،سيهزون هؤلاء النبلاء روؤسهم لكم هزةً لا يفهمها من نسي الخبز والملح،هزةً لا يفهمها عشاق هزات كراسي الحكم ،أجل ان هزة روؤسهم الشامخة لن يفهمها عاقدي صفقات قتل الثروة الأقليمية الزراعية والحيوانية والتي زادت حياتهم بؤساً وشقاء ،افعلي يا حكومة الاقليم ما شئت ان تفعلي فانك بعد ثمانية عشر سنة لن تلمسي شغاف القلوب والتي كانت لسنوات طويلة ملكاً لك وحدك انت وبلا منازع،وبالتبرما باعتكم وبالتبن بعتوها، وادرت لها ظهرك بازدراء واستخفاف بل بأحتقار من اجل مكاسب مادية وشخصية ، واتهمت كل من كشف اوراق الفساد المتفشي من صحفيين وكتاب بانهم عملاء وجواسيس وخونة وبوجود ايادي خفية تحركهم بالضد منك ومن الوطن لأنهم ببساطة يعيشون زمنهم وليس بمقدورهم ان ينتهجوا نهجاً أكل عليه الدهر وشرب من مدح للحكام وبأنهم هم فقط الوطن والقضية ،عجبي يا حكومة الاقليم اعتقد لو تكفي عن التقرب للمواطنين فذلك أفضل ام انك تنسين او تتناسين بانك قمت باداء هذه الادوار المسرحية قبل الانتخابات السابقة ومضيت بعد فوزك مستهزئة بالجماهير التي صدقتك وعادت وانتخبتك؟؟!! وتريدين ان يلدغ المواطن الكوردي من الجحر مرتين بل مرات؟؟!! أعتقد يا حكومة ألأقليم بأنك اصبحت تدركين بأن يد المواطن الكردي اصبحت في النار،وانت يدك في الماء ولقد صممت على اطفاء هذا الحريق و لكنك ولا بد تعلمين بأن الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء أولاً وثانياً بأن هذه النار لن تنطفيء ببساطة بالماء التي بين أيديكم،لن تنطفيء ابدا" بطرق ووسائل تقديم الخدمات من ماء وكهرباء وتبليط هذا الشارع وذاك، وبناء متسشفى هنا ومستوصف هناك وزيادة رواتب هؤلاء المغبونين واولئك المنكوبين ،و....و..هلم جرا فهذه كلها من ابجديات واوليات كل حكومات العالم ،بل ان اطفاء هذه النار المتأججة يحتاج الى ثورة بكل ما في كلمة الثورة من معنى، فهي نار حارقة، نارانعدام العدالة الاجتماعية ونار انعدام المساواة بين الحقوق والواجبات ، ونار انعدام القانون ونار انتشار الفساد الأداري في جميع مؤسسات الحكومة ونار هيمنة الحزبين الرئيسين على الحكومة والبرلمان ونارعدم استقلالية القضاء ،ونارغياب سلطة القانون التي ادت وتؤدي في كل يوم لقتل "دعاء" هنا و"دعاء"اخرى هناك ، ونار السيطرة على المال العام ،ونارتدليل خونة وقتلة الشعب الكوردي،ونار المقارنة مع الحكومة المركزية التي لم تتذرع يوماً بشراسة ألأرهاب عن مواصلة كل واجباتها بما فيها مواصلة اجراء ألأنتخابات وبالتالي تداول السلطة وانتم يا حكومة الأقليم ما زلت تتذرعين بأنك حكومة رضيعة(ساوا) رغم تجاوزك ليس لمرحلة الرضع والطفولة بل لمرحلة المراهقة ايظاً فلقد بلغت سن الرشد وهو ثمانية عشر سنة من حكمك ،وما زلت تتجادلين اليوم عن استحقاقات السجناء السياسيين وبان ميزانية ألأقليم لا تستطيع صرف هذه الأستحقاقات، اذاً فمن اين لكم كل هذا المال الذي تصرفونه الان لحصد ألأصوات ألأنتخابية وميزانية الاقليم لعام 2009 لم تتم المصادقة عليها لحد هذه اللحظة؟!ولم يبدأ بعد حق الدعاية ألأنتخابية ،؟؟!! عجبي لكم اليس من حق المواطن الكردي الان وانتم تسعون لأقناعه وارضائه بان يقول لكم " بالصيف ضيعت اللبن ياحكومة اقليم كوردستان!!!!"هاولاتي