يونيو 04، 2009

علاقة شائكة بين العرب والاكراد في العراق


محمد عباس

يأمل الاكراد العراقيون الذين تعرضوا للاضطهاد في عهد الرئيس الراحل صدام حسين وللسخرية من جانب عراقيين اخرين في أن يمثل بدء تصدير النفط من اراضيهم نهاية لما يصفونه بقمع الاغلبية العربية لهم.
ونشب خلاف مرير بين الحكومة التي يقودها عرب شيعة في بغداد وبين حكومة المنطقة الكردية في شمال البلاد المتمتعة بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي بسبب صفقات نفط أبرمها الاكراد مع شركات.
وسمحت بغداد - التي تعاني من عجز في الميزانية بسبب تراجع انتاج النفط - بتصدير الخام من حقلين كرديين. وقال مسؤولون أكراد ان ذلك مثل انفراجة في العلاقات الكردية العربية لكن عراقيين اخرين يتوقعون مسارا أكثر وعورة.
وقال اشتي هاورامي وزير الموارد الطبيعية في كردستان العراق مشيدا ببدء صادرات النفط في حفل اتسم بالبزخ هذا الاسبوع "نحن نشهد نهاية عقود القمع."
وأضاف "لاول مرة في تاريخ العراق يتخذ شعب كردستان قرارات بشأن الثروة الطبيعية للمنطقة."
وسبق حديثه عرض لشريط فيديو يصور فظائع حملة صدام على الاكراد. وشملت المشاهد امرأة باكية تشير الى ابنها الرضيع تجاه مقابر وتقول "هؤلاء أخوالك."
وقال نيجيرفان برزاني رئيس وزراء حكومة كردستان "المشاركة في الارباح (بين بغداد والحكومة الكردية) ستربطنا ببعضنا البعض أكثر من أي شعار سياسي. نحن نعتقد ان عهد التهديدات والشعارات قد انقضى."
لكن حكومة بغداد لم تجامل بحضور الحفل الذي أقيم في اربيل عاصمة المنطقة الكردية.
وقال المحلل السياسي حازم النعيمي ان الاكراد ربما يبالغون في تفسير موافقة بغداد على السماح بتدفقات النفط من منطقتهم.
وأضاف "لم يتضح بعد كيف سيتم التعامل مع هذه العقود وايرادات النفط... السبب وراء السماح بالصادرات هو الضغوط (المالية) على الحكومة لكن من الواضح انها لا تشعر بارتياح وانها تعارض ذلك."
وتابع "يضع ذلك ألغاما سياسية واقتصادية في طريق المستقبل."
فلم يتضح بعد من الذي سيدفع مستحقات الشركات الاجنبية التي طورت حقول النفط الكردية كما لم يتضح مصير الحقول في المناطق المتنازع عليها بين الاكراد والعرب والتركمان مثل تلك الواقعة في المنطقة المحيطة بمدينة كركوك.
ويتوقع مسؤولون أمريكيون ان تكون التوترات بين الاكراد والعرب هي الفتيل المحتمل للصراع العراقي التالي في الوقت الذي بدأ ينحسر الصراع الطائفي الذي اندلع مع الغزو عام 2003 .
وما يعقد الامور مشاعر الاجحاف والضغائن المتراكمة منذ فترة طويلة.
وقال صحفي عربي يقوم برحلة لاربيل ملقيا بالنكات عن الاكراد الذين يعتبرهم الكثيرون أقل تقدما وسط ضحكات مجموعة من الصحفيين العرب "أحمد الله انني لم أولد كرديا."
لكن اربيل ابعد ما تكون عن التخلف فأول لافتة تستقبل الزائر لدى خروجه من مطار اربيل لعيادة لشفط الدهون. وتتناقض شوارعها الواسعة النظيفة مع الجدران المهدمة والاسلاك الشائكة التي تميز بغداد.
وتتمتع المنطقة الكردية في شمال العراق بحكم ذاتي منذ عام 1991 عندما فرضت قوى غربية منطقة حظر طيران لحمايتها من قوات صدام.
وبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الترويج للانتماء للعراق كسبيل للجمع بين الشيعة والسنة والاكراد لكن النزعة القومية الكردية في أوجها.
فالاعلام الكردية لا العراقية ترفرف فوق أغلب المباني.
ويقول الاكراد انهم يريدون اقامة علاقات جيدة مع عرب العراق لكن بعد سنوات من التضحيات يجب ان تحترم هذه العلاقات استقلال الاكراد.
وقال مجيد محمد (55 عاما) "في الجيش العراقي العرب لا يرغبون في الجلوس معي لاني كردي رغم أنني أحارب من أجل العراق... الاكراد والعرب لن ينصهروا في بوتقة واحدة أبدا."