مايو 19، 2009

خامنئي يتهم الولايات المتحدة بدعم التمرد الكردي في إيران


اتهم الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة بتشجيع الارهاب والتآمر ودعم التمرد الكردي على الجمهورية الاسلامية.

ونقلت محطة "العالم" الايرانية الرسمية الناطقة باللغة العربية عن خامنئي قوله في خطاب في مدينة سقز غرب ايران، ان بلاده "حصلت على معلومات مؤكدة عن قيام ضباط أميركيين بتقديم المال والسلاح لجماعات إرهابية خلف الحدود الغربية لايران، وإعداد المرتزقة وكذلك السعي لجمع معلومات عن محافظة كردستان".

وأضاف أن الاميركيين يسعون لتنفيذ "مخطط خطير بهدف زعزعة الامن في المنطقة والاستيلاء على مقدرات الشعب الكردي".

وأكد خامنئي أن "المؤامرة الأميركية لزعزعة الأمن والاستقرار في محافظة كردستان الايرانية ستبوء بالفشل بفعل يقظة أبناء المنطقة ومسؤولي البلاد".

ولفت الى أن علماء الدين في إيران والبلدان الاخرى أفشلوا مخططات تفتيت وحدة المسلمين، وان "كافة مواطنينا في كردستان شدّدوا على صون الوحدة ومكافحة مؤامرات الفرقة، وان حضور أبناء الشعب الايراني في الساحات المختلفة أفشل مؤامرات بإثارة الفرقة".

وتابع "على الشعب الايراني التيقن تجاه الاعداء وألا تنطلي عليه أكاذيب الأشرار"، موصيا كافة الشرائح بالحفاظ على الوعي في مواجهة "مؤامرات الاعداء".

وقال خامنئي إن هناك "قلة ممّن يحاولون إبراز تزعزع الأمن في كردستان، لكن الفشل كان حليفهم"، مضيفا "أننا لا نجد بين مواطنينا في كردستان سوى تأييد الثورة الاسلامية ونصرتها".

وشدّد على تلاحم كافة المذاهب الاسلامية، "لأن العدو يهدف لإدخالها في مواجهة (...) والاساءة الى اي مذهب في ايران تعتبر خطاً أحمر".

وأضاف ان "من يسيء للمذاهب الاسلامية في ايران وغيرها يقدم خدمة مجانية للاعداء".

وأشار خامنئي الى أن الأمن "راسخ" في محافظة كردستان بفضل التلاحم بين أبنائها، داعيا الى الإسراع بخطط التنمية في هذه المحافظة وغيرها لتحقيق أهداف الثورة، مؤكدا أن ايران لديها ثروات وطنية "هائلة" تتيح لها التقدم في الخطط التنموية.

ويمكن لهذه التصريحات التي جاءت في خطاب نقله التلفزيون ان تخيب أمل ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما التي تسعى للمصالحة مع ايران بعد ثلاثة عقود من انعدام الثقة المتبادل.

وكان خامنئي يتحدث في اقليم كردستان الغربي القريب من العراق حيث اشتبكت القوات الايرانية مرارا مع متمردين انفصاليين اكراد. وكانت ايران قد اتهمت خصومها الغربيين في الماضي ايضا بالسعي لزعزعة استقرار المنطقة الحدودية الحساسة.

ومثلها مثل العراق وتركيا يعيش في ايران اقلية كردية كبيرة تعيش في الاغلب في الغرب وشمال غرب البلاد. وظل المتمردون الاكراد المتمركزون في مناطق جبلية نائية في العراق قرب تركيا وايران مصدر قلق لزعزعة المنطقة.

وجاءت تصريحات خامنئي بعد يوم من وضع أوباما ولاول مرة جدولا زمنيا تقريبيا لمبادرته الدبلوماسية ازاء ايران قائلا انه يريد ان يشهد تقدما بحلول نهاية العام.

وأبقى أوباما ايضا على احتمال فرض عقوبات أشد ضد طهران " لضمان ان تفهم ايران اننا جادون".

وتشك واشنطن وحلفاؤها الغربيون في ان البرنامج الايراني يهدف الى تصنيع قنابل ذرية وهو ما تنفيه طهران. لكن في خروج عن سياسة سلفه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عرض أوباما اجراء محادثات مباشرة مع طهران لحسم هذا النزاع.

وتقول ايران التي رفضت دوما استراتيجية الغرب تجاهها انه على الولايات المتحدة ان تظهر رغبة حقيقية في تغيير سياستها ازاء طهران.

وتنامى نفوذ ايران التي تقطنها غالبية شيعية في المنطقة بعد الغزو الاميركي للعراق عام 2003 والاطاحة بحكم الرئيس العراقي السني الراحل صدام حسين مما اثار قلق حكاما عربا من السنة.

وصرح علي الانصاري من جامعة سانت اندروز في اسكتلندا بأنه يعتقد ان خامنئي يحاول "كبح جماح" المرشحين المعتدلين في انتخابات الرئاسة الايرانية التي تجري في 12 يونيو/حزيران القادم الذين يدعون لاجراء حوار بناء وتحسين الروابط مع الغرب.

وقال ان خامنئي لا يميل من الناحية العقائدية الى اعادة العلاقات مع واشنطن لكنه لم يغلق الباب تماما امام مفاتحات محتملة. وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع ايران بعد وقت قصير من قيام الثورة الاسلامية في ايران.

وفي ختام زيارة لكردستان استغرقت ثمانية ايام قال خامنئي ان الولايات المتحدة لديها "مخططات خطيرة" للمناطق التي يعيش فيها الاكراد وانها تسعى للهيمنة على الشعب الكردي.

وقال خامنئي "اينما استطاعوا يمدون ايديهم لينهشوا بمخالبهم الدامية الخسيسة جسد الشعب الكردي".