أبريل 21، 2009

ذكرى ضحايا المحرقة والبطولة


يوم ذكرى ضحايا المحرقة والبطولة (يوم هاشوآ باللغة العبرية) هو يوم تذكاري وطني في إسرائيل, يتم فيه إحياء ذكرى اليهود الستة ملايين الذين أبيدوا على أيدي الوحش النازي في المحرقة التي حلت بالشعب اليهودي إبان الحرب العالمية الثانية. وهذا هو يوم تأبيني, يبدأ عند غروب الشمس في يوم 26 من شهر نيسان حسب التقويم العبري (الموافق مساء الاثنين, 20 نيسان – إبريل 2009) وينتهي في مساء اليوم التالي, حسب التقاليد اليهودية. وفي هذا اليوم تكون أماكن الترفيه مغلقة وتقام مراسم تذكارية في جميع أنحاء البلاد.
أما الموضوع الرئيسي ليوم ذكرى ضحايا المحرقة هذا العام, فهو "الأطفال في المحرقة". وخلال المراسم السنوية التي تقام تحت عنوان "لكل إنسان اسم" تتلى, بصوت مرتفع, أسماء أطفال أبيدوا خلال المحرقة. ويشار إلى أن مليونًا ونصف المليون من ضمن اليهود الملايين الستة الذين أبيدوا في المحرقة كانوا أطفالاً. ويقدر عدد الأطفال الذين نجوا من المحرقة ببعض الآلاف فقط. وقد وجد بعضهم الملجأ في منازل ناس محترمين لم يسمح لهم ضميرهم بأن يبقوا لا مبالين. أما بعضهم الآخر فقد اختبؤوا في أديرة وفي مدارس داخلية. غير أن أطفالاً آخرين اضطروا إلى التجول عن طريق الغابات والقرى, معتمدين على ذكائهم الفطري وعلى حيلتهم. وقد اضطر الكثير منهم إلى العيش بهوية مستعارة وكانوا يواجهون الخوف والخطر المتواصلين, علمًا بأن التفوه بكلمة غير حذرة كانت قد تؤدي إلى الكشف عنهم وقتلهم. وكان بعض هؤلاء الأطفال صغارًا للغاية عندما فارقوا والديهم, إلى حد أنهم نسوا أسماءهم الحقيقية وهويتهم اليهودية.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية, فقد الكثير من أولائك الأطفال عائلاتهم وتراثهم اليهودي إلى الأبد. أما بالنسبة للآخرين, فكانت نهاية الحرب بمثابة العودة إلى ذاتهم الحقيقي. وبشكل بطيء للغاية, خرج هؤلاء الأطفال اليهود من الغابات ومخيمات اللاجئين, وبدأوا بعملية طويلة وكئيبة من التأهيل. فإن تحرير الدول الأوروبية من الاحتلال النازي لم يضع حدًا لمعاناة الأطفال الناجين, لأنه لم يكن لهم أي بيت ليعودوا إليه أو أي عائلة تستقبلهم.
وتقام المراسم الرئيسية ليوم ذكرى ضحايا المحرقة والبطولة في مؤسسة "ياد فاشيم" بأورشليم القدس وتذاع في المحطات التلفزيونية الإسرائيلية. وستقام هذه المراسيم بحضور رئيس دولة إسرائيل, ورئيس الحكومة, وشخصيات بارزة, وناجين من المحرقة, وأولاد الناجين وأفراد عائلاتهم. ويجتمع جميعهم ومعهم جمهور من الناس ليشتركوا في المراسم التذكارية الرئيسية في مؤسسة "ياد فاشيم", حيث تشعل ست مشاعل, تمثل اليهود الستة ملايين الذين أبيدوا في المحرقة. وفي صباح اليوم التالي, تبدأ المراسم في "ياد فاشيم" بإطلاق الصفارات لمدة دقيقتين في جميع أنحاء البلاد حدادًا على أرواح ضحايا المحرقة. وخلال هذه المدة, يتوقف جميع الناس عن عملهم, ويقف الناس الماشون في الشوارع, وتقف السيارات على هوامش الطرق, والجميع يقفون بصمت على ذكرى ضحايا المحرقة.
وبعد ذلك, تتركز المراسم في "ياد فاشيم" بوضع أكاليل من الزهور إلى جانب المشاعل الستة, على أيدي شخصيات بارزة وممثلين عن مجموعات الناجين ومؤسسات مختلفة. وسيقام احتفال خاص بحركات الشبيبة بحضور المئات من أبناء الشبيبة بغور الجاليات في "ياد فاشيم". كذلك تقام مراسم تذكارية في مواقع تخليد أخرى في إسرائيل, مثل كيبوتس محاربي الغيتوهات وكيبوتس ياد موردخاي, وكذلك في المدارس, والقواعد العسكرية, والسلطات المحلية, وأماكن العمل.