مارس 06، 2009

لقد خدعنا انفسنا طويلاً


محمد علي بيراند

حاولنا سنين طويلة عدم استخدام كلمة الكرد، واعتقدنا باننا لو استخدمنا كلمة الكرد سيؤدي ذلك الى احياء الاحساس بالكردية لدى بعض الأطراف، وعدم استخدامها سيساعد الآخرين الى نسيان كلمة الكرد والتخلي عن شعور الانتماء الى مجتمع كردي.
بعد مرور سنين طويلة على هذه الممارسات لاحظنا بانه لايوجد أحد قد نسى كرديته بل لقد خدعنا انفسنا بذلك لا أكثر.
والآن نستخدم نفس التعامل تجاد كلمة كردستان، ولساننا لايتحرك للفظ هذه الكلمة في حين ان هذه الكلمة هي اسم لمنطقة جغرافية تم استخدامها لأول مرة من قبل الامبراطورية العثمانية ورغم ذلك نحاول الآن الى وضع مسافة بيننا وبين هذه الكلمة.
يوجد في داخلنا خوف سري وقلق، ونعتقد أننا لو استخدمنا كلمة كردستان فأن هذا سيؤدي يوما ما الى تقسيم بلادنا وتاسيس دولة كردستان على قسم منه. طبعا، انه قلق طبيعي، واعطي الحق للكثيرين الذين يفكرون هكذا، ومن هذا المنطلق نستخدم دائما بدلاً من كردستان مصطلح شمال العراق، ولاجل تبرير موقفنا هذا، نلبسها ملابس أخرى تحت ذريعة "اننا نحترم وحدة الاراضي العراقية ونحن ضد رغبات تأسيس دولة كردستان المستقلة".
ومقابل هذا نلاحظ انه يأتي وبشكل واضح في الدستور العراقي "منطقة الحكم الذاتي لكردستان العراق" كما يوجد تعريف مشابه لهذا في ايران ايضا. اي انه لايوجد هذه العقدة لدى العراقيين والإيرانين كما هو موجود لدينا، ولم نتخل عن شكوكنا حول هذا الموضوع. في المكان الذي تستخدم فيه لغة السلاح يتوقف العقل السليم عن العمل وهذا مايعيشه المجتمع التركي، ولكن مع تطوير علاقاتنا مع البارزاني سيساعد على خلاصنا من هذه الشكوك والقلاقل.
قبل كل شيء علينا الاعتراف بالادارة المحلية لشمال العراق. واقصد الاعتراف ليس الاعتراف كانها دولة مستقلة، وفي الواقع ايضا ان كردستان ليست دولة مستقلة، بل قصدي من ذلك، هو الاعتراف بوجودهم وعدم التعامل مع المسألة كانه لايوجد شيء.
عندما نقارن الآن مع الماضي نلاحظ بان تركيا قد طورت علاقاتها مع اكراد العراق بدرجة كبيرة جداً ولايوجد كالماضي موقف عدائي، بل على العكس توجد رسائل بسيطة بين الجانبين، وهما يقومان خطوات رمزية ايضا.
في الماضي طرحت فكرة استخدام الليرة التركية في المنطقة، وهؤلاء الذين تصفهم تركيا بـ "قادة العشائر" أرادوا ان يعمقوا العلاقات مع تركيا وكان من الواجب ان نتعامل معهم باسلوب الأخ الأكبر، ولكن لم يحصل ذلك، وقد فقدنا فرصة تاريخية من أيدينا .
اما الآن فتوجد خطوات بهذا الاتجاه والأهم منذ ذلك ان مجلس الامن القومي اتخذ قراراً بتوسيع العلاقات الاقتصادية مع شمال العراق وهذه اشارة بان القوات المسلحة التركية قد غيرت من موقفها المتشدد القديم .
واذا استمرت هذه الخطوات وأتت خطوات مماثلة من البارزاني اعتقد ستتوج هذه الخطوات بفتح قنصلية تركية في أربيل.
من المعروف أن تركيا فتحت وتعمل لفتح قنصليات تركية في مناطق مختلفة من العراق في حين نتابع التطورات في شمال العراق من بعيد، في وقت أن هذه المنطقة من اهم المناطق بالنسبة لتركيا، وأن فتح القنصلية سيكون خطوة مهمة لتقريب البارزاني الى جانبنا .
خلاصة الكلام هو ان نرى الحقائق كما هي وأن نخطو الخطوات دون اي خوف.