فبراير 26، 2009

عقود ضخمة مع شركات كورية تضعها حكومة المالكي على القائمة السوداء


توقعت مصادر سياسية ان تسفر زيارة الرئيس الطالباني الى كوريا الجنوبية عن مزيد من التعقيد والتأزم في العلاقة ما بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، ورجحت المصادر ان تؤدي هذه الزيارة الى رفع حال الازمة بين الطرفين ودفعها لتصبح ازمة بين رئاستي الجمهورية ورئاسة الحكومة.
وكشفت هذه المصادر ان رئيس الوزراء نوري المالكي لم يكن على علم بان الوفد المرافق للرئيس الطالباني سيكون من ضمنه رئيس وزراء اقليم كردستان ووزراء من حكومة الاقليم فضلا عن وزراء في الحكومة الاتحادية. وقالت هذه المصادر ان الرئيس الطالباني ابرم مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك صفقة بقيمة ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار لصالح المؤسسة الكورية الوطنية للنفط، والتي سبق ان وضعتها وزارة النفط العراقية في القائمة السوداء بسبب ابرامها صفقات نفطية مع حكومة اقليم كردستان من ضمنها ادارة حقلين هما قوش تبة وسنجاو الجنوبي وتملك حصصا بين 15 و20 بالمئة في ستة حقول من بينها امتياز بازيان في اقليم كردستان العراق وهو الامتياز الوحيد الذي يديره كونسورتيوم يضم شركة اس.كيه انرجي أكبر شركة تكرير في كوريا الجنوبية.
ورأت المصادر ان توقيع الصفقة لصالح المؤسسة الكورية للنفط معناه ان قرار الحكومة الاتحادية ووزارة النفط فيها بوضعها على القائمة السوداء اصبح لاقيمة له واكثر من ذلك تمت مكافاة هذه المؤسسة لعقدها صفقة مع حكومة اقليم كردستان. وقالت المصادر ان المعلومات التي توافرت لرئاسة الوزراء حول الصفقة التي ابرمها الرئيس الطالباني مع نظيره الكوري جاءت بتشجيع من رئيس وزراء اقليم كردستان نيجرفان البرزاني.
ولم تستبعد المصادر ان تعمد الحكومة العراقية الى ابلاغ نظيرتها الكورية الجنوبية بموقفها من الصفقة التي ابرمها الرئيس الطالباني. وتتناقض هذه المعلومات مع الموقف المعلن الذي عبر عنه الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ والذي عبر في ثناياه عن ارتياح الحكومة العراقية من زيارة الطالباني الى سيئول، وقال في بيان ((قرر الرئيس الكوري رفع الحظر المفروض على سفر رجال الأعمال والأفراد الكوريين إلى العراق بعد تحسن الوضع الأمني في البلاد))، مضيفاً أن لي ((أعلن رغبته بزيارة العراق الذي سبق له أن عمل فيه كرئيس لشركة هيونداي (لصناعة السيارات) والذي تربطه معه علاقة خاصة)).
والطالباني هو أول رئيس عراقي يزور كوريا الجنوبية منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في العام 1989. ويرافق طالباني 40 مسؤولا عراقيا، من بينهم نجيرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان. ويرى المراقبون ان صحت معلومات المصادر السياسية بشأن صفقة سيئول التي ابرمها الطالباني فمن شأن ذلك أن يؤدي الى تفاقم الخلافات المتراكمة بين حكومتي المركز (بغداد) والإقليم (اربيل).