![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgUmgtZfKoSdfkBF2fYTgJ5ts-oIvGv2rdjfI8v-l9LA3V4hjUAVOFQi0bGOL0glJUBeHf1n12rtR-7rEoVp2fF8UB4JQsfqlCHYluIdRXFv_oxd1SUGP5qTBgAsClZ6IH-TqEnuuIIF8tV/s320/welcome20to20kurdistan0nv.jpg)
يحتفي بمطارات بلا مسافرين، وبجامعات تخرج الأميين ، وباسواق تحتلنا على الشمال وعلى اليمين.
يحتفي بمدن الاحلام في مدن تحتشد بآلاف المشردين والمهجرين وآلاف القابعين في خرائب من طين وصفيح.
وطن يطبل لما يفد من عمالة في مدن متخمة بالعاطلين.
وطن يغرد لقوائم التعيين الطويلة ويزهو بملايين الموظفين الاستهلاكيين.
وطن يحلم بالنهوض بلا عمال بلا فلاحين بلا انتاج ولا انتاجيين.
وطن يحتشد بالعطل القومية والحزبية والعائلية والدينية والكيفية.
وطن تضيع في اروقة مؤسساته الفيلة والثيران فتختلط الحسابات وتتبخر المعاملات.
وطن يقف فيه المسؤول عن الزراعة في لقاء تلفزيوني ليصدح بقريحة مفتوحة ويمدح ويفتح الافاق وخلفه في المشهد شجرة صناعية وامامه على الطاولة ورود بلاستيكية والى جانبه فواكه تركية - ايرانية – سورية.
وطن صاحب معمل الماء فيه يشرب من انتاج معمل اخر، لأن معمله (اكثر) من نظيف، ولا يخضع لتفتيش وتمحيص.
وطن يعاقب فيه اللصوص الحزبيون والحكوميون ان انكشفوا للدنيا، بأشهر من التجميد او بعقوبة نقل، ويعاقب فيه باعة المواد الفاسدة بإتلاف مجاني لمواده السمية وبغرامة شكلية.
وطن تعيين النملة فيه يحتاج الى قرار حزبي واجتماع سياسي ومراجعات للتاريخ النضالي.
وطن يقرر فيه المكتب السياسي او المكتب القومي او المرجع الديني تعيين وكلاء وزارة التكنلوجيا وخبراء وزارة التعليم وفق قانون المحاصصات والانتماءات والواسطات المديد.
وطن المعاون لا يصبح فيه مديراً وان كان مثالاًً للعبقرية.
ورئيس الجامعة وخبير الكلية ومدير البلدية ومسؤول الارصاد الجوية لن يقعد في مقعده ان لم يكن على رأسه ريشة حزبية.
وطن لا يعلو فيه النابغة والفيلسوف ان لم يقف على طاولة سياسية.
وطن اخر ما يعني قادته الكفاءة والمهنية.
وطن بلا دولة، وامة بلا حول ولا قوة، تعيش وهم الانتصار، وهم الثراء ووهم التقدم تحت ظلال مؤسسات صناعة الأوهام.
وطن تفيض فيه ابار النفط وتستعر اسعار النقد ونظل فيه مساكين.
وطن تتسع فيه الاسواق وتكثر القصور وتكبر، وتظل الملايين فيه تبحث عن بيت من قصب او طين.