فبراير 25، 2009
الأمريكيون لم يأتوا إلى إقليم كردستان العراق من أجل عيون سكانه
يصعب لزوار مدينة أربيل العراقية أن يعثروا على غرفة خالية في فنادق المدينة حيث تغص جميع الفنادق هناك برجال الأعمال الذين تجذبهم رائحة النفط.
ويقول أحد المقيمين في فندق "هاولير بلازا" من شركة "اكسون موبيل" إن النفط العراقي يتيح لشركته ربح المليارات حتى إذا انخفضت أسعار النفط إلى دولارين للبرميل.
ويقول أحمد حسني الموظف السابق في وزارة النفط العراقية إن الولايات المتحدة كانت تستورد نحو 500 ألف برميل من النفط في اليوم من العراق بطريقة غير مكشوفة قبل الحرب. أما الآن فإنها تستحوذ على ما يصل إلى 90% من الإنتاج النفطي العراقي. وكان العراق ينتج 2.5 مليون برميل في اليوم قبل دخول القوات الأمريكية، وينتج 2.7 مليون برميل في اليوم الآن. وانهارت أسعار النفط في بورصة نيويورك التي تعد بورصة النفط الرئيسية في العالم، بعد أن امتلأت صهاريج الولايات المتحدة.
ويكلف إنتاج برميل النفط في العراق دولارا واحدا مقابل 10 دولارات في روسيا، مثلا. وسيستمر من يستخرج النفط من بطون الأرض في العراق بجني الأرباح حتى إذا هبطت أسعار النفط إلى 5 دولارات للبرميل، بينما تنهار الصناعة النفطية في روسيا، مثلا.
وبينما تقرر منظمة البلدان المصدرة للنفط خفض الإنتاج، يتجه العراق لزيادة الإنتاج النفطي حتى يصل إلى 4.5 مليون برميل في اليوم.
ويقول النائب الكردي ناصح غفور إن الأمريكيين لم يأتوا إلى إقليم كردستان العراق من أجل عيون سكانه. فقد فرضوا في أول الأمر سيطرتهم على حقل كركوك النفطي.
وستعلن السلطات العراقية طرح المناقصة لاستثمار هذا الحقل في صيف 2009. ويُُعتقد أن الشركات الأمريكية ستفوز بالعقود. ويقول أحد رجال الأعمال الأمريكيين إن الحرية ليست منحة مجانية.
ويظن حميد العمير الموظف السابق في وزارة الإعلام العراقية أن الهدف من الإطاحة بصدام حسين تمثل في ضرب اقتصادات البلدان المصدرة للنفط التي تواجه الولايات المتحدة في الساحة الدولية - روسيا وفنزويلا وإيران.
ولا يخفي الأمريكيون أن الهدف من بقاء القوات الأمريكية في العراق هو تأمين أسعار النفط المناسبة.