أغسطس 26، 2009

قائمة كوردستاني تكشف عن وجهها للمواطنين والعالم


هاولاتي
عقدت قائمة التغيير والاحزاب الاربعة عددا من الاجتماعات لتحديد مرشح لمنصب رئيس البرلمان ونائبه، ولكن في النهاية لم يكن لهم اي مرشح، وهذا ما دفع الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني لتعيين رئيس ونائب وسكرتير البرلمان بسيناريو معد سلفا، ويفسر احد المراقبين السياسيين تلك التزكية بأنها تجاهل لآداب وقوانين البرلمان.
وبحسب المنهج الداخلي لبرلمان كوردستان ينبغي ان يكون تعيين تلك المناصب الثلاثة باجراء انتخابات سرية من قبل اعضاء البرلمان، ولكن بحجة عدم وجود اي منافس من قبل القوائم الاخرى، تم تعيين المناصب الثلاثة تلك بالتزكية. ويعتبر الاحزاب الاربعة والتغيير ان ذلك العمل هو سيناريو ويعتقدون "ان الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني قد ارتكبوا خروقات في منهجهم الداخلي".
وقال عضو المكتب السياسي للجماعة الاسلامية ناظم عبدالله في تصريح لصحيفة "هاولاتي"، "لقد اجتمعنا مع الاخوة في قائمة التغيير في يوم 19/8/2009 لمناقشة ايجاد مرشحين للمناصب الثلاثة تلك، ولكن بعد يوم واحد من الاجتماع قالت قائمة التغيير بأنه لن يكون لها مرشح، وسنسلم ورقة بيضاء".
وقال ناظم عبدالله "وهذا معناه اذا كان لدينا كأحزاب اربعة مرشحا، فقائمة التغيير لن تصوت لنا، ولكن لو لم يتحدثوا عن الورقة البيضاء كنا سنرحب بأن يكون لنا مرشحا، وان تقوم المعارضة منذ اليوم الأول بعملها ليكون لها مرشحا".
وتحدث عضو المكتب السياسي للجماعة الاسلامية عن ان وحدة موقفهم تلك كانت لتوحيد صفوف المعارضة ويكونوا في اعمالهم الاخرى بنفس وحدة الموقف، ولكنه قال "تعيين المناصب الثلاثة تلك من قبل الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي كان سيناريوها ويخالف القانون والدستور".
ومن جانبها قالت رئيسة كتلة قائمة التغيير كويستان محمد في تصريح لصحيفة هاولاتي "قررنا بألا يكون لنا مرشحا، لأن المواطنين يعرفون ان المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستاني قد قررا منذ مدة طويلة من يكون رئيس البرلمان ونائبه والسكرتير، وباعتقادي انهما لم يسألا حتى اعضاء قائمتهما في ذلك".
وقالت رئيسة كتلة التغيير "هذا سيناريو، ونحن كقائمة التغيير جئنا لإفساد هذا السيناريو، لكي لا ندع اي قرار مصيري تتخذه المكاتب السياسية بمعزل عن البرلمان ومن وراء الستار، لذلك لم نكن مستعدين للمشاركة في هذا السيناريو وقد قمنا برفضه".
واشارت كويستان محمد الى ان حركة التغيير خولت مسألة مرشحها الى الكتلة، لذلك اعتبرت قائمة التغيير عدم المشاركة في ذلك السيناريو امر جيد، ووصفته بالأمر الصحيح وليس ان يتخذ قرار بشأنه بمعزل عن الكتلة.
بحسب المنهج الداخلي لبرلمان كوردستان كان ينبغي حسم مناصب رئيس ونائب وسكرتير البرلمان بانتخابات سرية، وقالت كويستان محمد "هذه بداية لارتكاب خروقات في المنهج الداخلي، وهو آخر سيناريو يمرره الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، ونحذرهم بأننا لن نقبل هذا منهم".
في الجلسة الاولى من الكابينة الثالثة لبرلمان كوردستان اعطي منصب رئيس البرلمان للدكتور كمال كركوكي ومنصب نائب رئيس البرلمان للدكتور أرسلان بايز ومنصب سكرتير البرلمان اعطي لفرصت احمد وذلك بحسب تزكية قائمة كوردستاني.
قال عضو البرلمان الكوردستاني عن قائمة كوردستان شيروان ناصح "المسألة لا تتعلق بالمنهاج الداخلي، لأنه ورد في المنهج الداخلي ما يقول: اذا حدث وتم انتخاب هيئة رئاسة البرلمان فليجرى بشكل سري، ولكن لعدم وجود مرشح آخر من قبل القوائم الاخرى، تم تعيين اولئك الاشخاص بالتزكية كمبدأ عام".
وقال الحيدري "شرعنا الابواب للترشيح، ولكن أية قائمة لم ترشح شخصا عنها، وهذا معناه ثمة موافقة عامة، وهذا في البرلمانات الدولية متعارف عليه ويتم تعيينهم بالتزكية".
ونفى شيروان ناصح الحيدري بأن يكون هذا سيناريو، وكذلك قال "لم اكن اعرف من هم رئيس ونائب وسكرتير البرلمان، كشخص في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعضو في البرلمان عن قائمة كوردستاني، الى حين تم تعيينهم بالتزكية".
وينتقد المراقبون السياسيون قائمة التغيير والاحزاب الاربعة لعدم وجود مرشح لهم، وكذلك يتحدثون عن ان قائمة كوردستاني كشفت عن وجهها القبيح بتعيين المناصب الثلاثة تلك بلا انتخابات.
وقال الدكتور كامران منتيك استاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين في تصريح لصحيفة هاولاتي "من الناحية السياسية كان اشارة الى ان قائمة كوردستاني قامت بتحجيم دور المعارضة في البرلمان، وذلك الشخص الذي يؤثر في ارادة قائمة كوردستاني، كيف كان يتعامل قبلا فهو هكذا يتعامل الآن".
واشار منتيك الى ان المواطنين عقدوا آمالهم على وجود المعارضة، لذلك قاموا بالتصويت لها، ولكن عدم وجود مرشح من قبل قوى المعارضة تلك جعل أمل المواطنين بالمعارضة يضعف ولا يبقى في ذلك المستوى الذي يعتمدون فيه عليها.
واضاف الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين "ان قائمة كوردستاني كشفت عن وجهها القبيح للمواطنين والعالم من الناحية الديمقراطية، لكونهم لايعيرون اهمية لآداب وقوانين البرلمان".
وعقب تأدية اليمين لاعضاء البرلمان في الدورة الثالثة من برلمان كوردستان ورئيس اقليم كوردستان، عبرت كلا القائمتان "التغيير" و"الاصلاح والخدمات" عن احتجاجها ضد تعيين منصب رئيس ونائب وسكرتير البرلمان بالتزكية، إلا أنه لم يؤبه لاحتجاجهم.
وتعتقد رئيسة كتلة التغيير "بأن رئاسة البرلمان جاءت بالتزكية" وهذا ما تعتبره بداية سيئة للدورة الثالثة لبرلمان كوردستان، الذي يتم انتظاره بشكل كبير من قبل المواطنين.