أغسطس 21، 2009
برلمانيون وجهوا انتقادات لاذعة لرئاسة برلمان كردستان
مراسم تعيين رئيس البرلمان الكردستاني، ونائبه، وسكرتير البرلمان بالتزكية الحزبية يوم الخميس ، جوبهت بانتقادات (لاذعة) على مستوى اعضاء البرلمان انفسهم وعلى المستوى الاعلامي والشعبي في اقليم كردستان العراق ، والذي عد الامر بعيدا كل البعد عن القيم والمفاهيم الديمقراطية المتعارف عليها في العالم.
فققد عدت النائبة سوزان شهاب نوري الناطقة باسم القائمة الكردستانية التي تضم الحزبين التقليديين الحاكمين في الاقليم الاتحاد بزعامة طالباني والديمقراطي بزعامة بارزاني ، ان "عملية تسمية رئيس البرلمان ونائبه وسكرتير البرلمان ، كان من المحتم ان تجرى عبر انتخابات حرة داخل البرلمان" ، واضافت سوزان ان" القانون يحتم تسمية الرئيس ونائبه وسكرتير البرلمان عبر الانتخابات لا عن طريق التزكية الحزبية التي هي اجراء غير قانوني ومرفوض."
وسوزان هي ابنة احد القادة الاكراد الخمسة الذين اعدموا في بغداد عام 1976 بعد تسليمهم من قبل نظام شاه ايران الى السلطات العراقية وقتذاك اثناء محاولتهم وضع النواة الاولى لحزب كردي يتولى تفجير الثورة الكردية من جديد، بعد هزيمة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الراحل ملا مصطفى البارزاني ونكسة الثورة الكردية اثر اتفاقية الجزائر عام 1975.
اما النائبة " كويستان محمد " رئيسة كتلة التغيير المعارضة في البرلمان والتي كانت رئيسة كتلة حزب الاتحاد الوطني حتى قبل ان تعلن استقالتها وتنضم الى كتلة التغيير بزعامة السياسي المعروف نوشيروان مصطفى قبيل بدء حملة الدعاية الانتخابية فقد اكدت بانه وبالرغم من عدم وجود منافسين للاشخاص الثلاثة الذين اختيروا بالتزكية الحزبية لشغل مناصب رئيس البرلمان ونائبه وسكرتيره ، الا ان الامر كان يتطلب اجراء التصويت عليهم من قبلاعضاء البرلمان .
واوضحت ان ثلاثة من النواب رفعوا ايديهم احتجاجا خلال الجلسة التي راسها شيروان الحيدري، رئيس اللجن القانونية في البرلمان، والذي اختير لأدارة الجلسة باعتباره اكبر الاعضاء سنا ، الحيدري تجاهل إعتراض النواب الثلاثة وآراءهم، واقر بالتزكية الحزبية للاشخاص الثلاثة في تلك المناصب الحساسة، وذكرت النائبة بالحالة المماثلة التي حدثت في بداية الدورة البرلمانية الثانية عام 2005 اذ جرى إنتخاب اعضاء رئاسة البرلمان عبر التصويت المباشر من قبل النواب بالرغم من عدم وجود منافسين لهم.
اما النائب عدنان عثمان عن كتلة التغيير ايضا، فقد وصف الجلسة الاولى للبرلمان في دورته الثالثة التي انعقدت الخميس بانها جلسة (مديح) وحسب وقد افتقرت الى اي دلائل قانونية على بدء المهام الرسمية للبرلمان الكردستاني الذي يعد اعلى سلطة تشريعية في البلاد ، واضاف ان" سيناريو توزيع المناصب في البرلمان كان قد وضع مسبقا من قبل القائمة الكردستانية"، وتابع يقول " خلال الجسلة بادر النواب السابقون الى التصفيق والترحيب بالقرارات جريا على ما تعودا عليه في الدورة السابقة، وهو تعبير عن عقلية القائمة الكردستانية، التي تريد ان تدير الدورة الحالية ايضا بنفس العقلية " مؤكدا بان لم يكن من الضروري اطلاقا حضور النواب السابقين، وكل اولئك الضيوف في الجلسة الاولى التي من المفترض انها مخصصة لأختيار اعضاء رئاسة البرلمان واداء اليمين القانونية وانطلاق مهام البرلمان ، وقال " ان قيام وقعود الضيوف الجالسين في الخطوط الامامية ،مع نهوض كل شخصية داخل القاعة دل على استمرارية عمل العقلية السابقة، لأن البرلمان هو مكان معالجة مشاكل الشعب لأ القاء الخطب الطنانة وكان من المفترض ان يباشر البرلمان مهامه القانونية بعد اداء النواب للقسم القانوني مباشرة " .
واوضح عثمان الذي يراس ايضا تحرير صحيفة " روزنامة " اليومية الممعارضة التي تصدر عن مؤسسة " وشه – الكلمة " الاعلامية التي يملكها نوشيروان مصطفى في السليمانية " شهدت الجلسة الاولى تنفيذ عدة سيناريوهات للتقليل من شان البرلمان و الحط من مكانته اذ ان رئيس البرلمان الجديد كمال كركوكي استعرض برنامج قائمته عبر خطابه الاول ووجه انتقادات الى هذا الطرف وذاك دون مبررات ولكن قائمة التغيير ستعرب عن رفضها لتلك الممارسات خلال الجلسة القادمة " .
هذا وكان نوشيروان مصطفى رئيس قائمة التغيير قد اعلن انسحابه من عضوية البرلمان امس الخميس ، معللا قراره هذا بكثرة المشاغل والاعباء الجسام الملقاة على عاتقه وعاتق حركة التغيير التي يراسها ما يتطلب منه تفرغا تاما وتكريس معظم اوقاته لأداء مسؤولياته على نحو افضل وعدم الانشغال باداء مهام البرلمان التي قال ان مساعديه وكوادره يمتلكون من القدرة والكفاءة ما يؤهلهم لأداء تلك المهام على اكمل وجه .
في هذه الاثناء تسربت انباء من مصادر قيادية مطلعة في قيادتي الحزبين الحاكمبن في الاقليم مفادها ان نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان سيتولى بعد تسليم الحكومة الى الدكتور برهم صالح مهام نائب رئيس الاقليم .
واضافت تلك المصادر التي رفضت الكشف عن اسمائها بان رئيس الاقليم مسعود بارزاني سيكون له نائبان الاول من الاتحاد الوطني وهو كوسرت رسول علي والثاني عن الديمقراطي وهو نيجيرفان بارزاني وهو صهره و ابن شقيقه الراحل ادريس بارزاني .
فيما اعتبر العديد من المراقبين بان تعيين نيجيرفان في موقع نائب رئيس الاقليم هو مجرد خلق منصب له بعد خروجه من رئاسة الحكومة التي صارت من حصة الاتحاد بحكم الاتفاق الاستراتيجي المبرم بين الحزبين .بينما اشارت مصادر اخرى الى ان مسعود بارزاني قد يتفرغ لرئاسة الاقليم ويتخلى عن رئاسة الحزب الديمقراطي ويسلمها الى نيجيرفان بارزاني .