أبريل 09، 2009
أمهات كرديات: للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهن لدى حزب العمال الكردستاني
نداء إلى منظمات حقوق الإنسان
إذا كان من حقوق الإنسان معرفة ما عليه الوضع الصحي للسيد عبد الله أوجلان
فإن من حق الأمهات الكرد أيضا معرفة مصير أبنائهن وبناتهن لدى حزب العمال الكردستاني
منذ عام 1984 التحق عدد كبير من الشباب الكرد بحزب العمال الكردستاني بالثورة التي قادها ورفع لها شعارات التحرير الكبيرة لكردستان، ومع الأيام تم انتزاع المئات بل الالآف من الشباب (ذكورا وأناثا)، وهم لايزالون في عمر الصبا، من ذويهم أو اقتيدوا دون علمهم إلى معسكرات تدريب لم يعودوا منها أبدا، سوى بعض من هرب واختفى طويلا بعد ذلك. وكان معسكر حزب العمال الكردستاني في منطقة بعلبك بلبنان معروفا للقاصي والداني... وحدث زج آلاف الكرد السوريين الصغار السن في صفوف المقاتلين بعلم ومعرفة النظام السوري وتواطؤه، حيث كان يستفيد من الحرب ضد تركيا من عدة وجوه ويعمل على تسخير حزب العمال الكردستاني لمآربه، مثلما كان حزب العمال يستفيد من سياسة التواطؤ السورية معه، إلى أن قامت تركيا بتهديد سوريا وحدوث نتائج سلبية للغاية لقضية الأمة الكردية ولحزب العمال على حد سواء.
مرت سنوات طويلة على تجنيد حزب العمال للمواطنين السوريين الصغار دون علم ذويهم أو رغما عنهم، إلا فئة قليلة كان تؤمن بأن أبناءها وبناتها يقاتلون من أجل تحرير الكرد وكردستان، ولم يلتق هؤلاء المقاتلون بذويهم ولم يراسلوهم ولم يتصلوا بهم تلفونيا أو عن طريق الايميلات طوال تلك السنوات، ومنهم من مر عليه أكثر من 12 سنة، وذووه لايعلمون عنه شيئا، أهو حي يرزق أم استشهد أم تمت تصفيته جسديا من قبل مسؤوليه أم قضى نحبه أم تم ارساله فيما مضى إلى السلفادور وصربيا وغيرهما للقتال في صفوف "الثورات الأممية!" الأخرى... واعترف بعض المنشقين الكبار عن حزب العمال الكردستاني سابقا في بيان لهم بعملية قتل جماعية لأكثر من عشر شباب كرد سوريين من قبل حزب العمال الكردستاني ثم اعلانهم شهداء سقطوا برصاص الفاشية التركية، ولم تسلم جثة "شهيد" حتى اليوم من هؤلاء حتى اليوم لذويه...بل يمنع ذوو "الشهيد" حتى من البكاء عليه وتنقلب مراسيم العزاء الفجائية بأمر حزبي إلى احتفال يمجد فيه "القائد أوجلان"وسط الدبكات والزغاريد، كلما تصدر قائمة جديدة بأسماء الذين سقطوا في الجبال...خلافا لكل القيم الدينية والتقاليد الخاصة بدفن الأموات السائدة بين الشعب الكردي...
في كل جيوش العالم التحريرية والقمعية، على حد سواء، يحق للمقاتل أن يحصل على إجازة، دون الخوف من عدم عودته إلى قطعته بعد انتهائها، رغم أنه في غالب الأحيان مرغم على تلك الخدمة العسكرية، فكيف بمقاتل متطوع من تلقاء نفسه، لايعود إلى قطعته؟ إن كان حقا ما يزعمه مسؤول حزب العمال عن تطوع كل هؤلاء الشباب دون ارغام أو اكراه؟ فلماذا يمنعون من الالتقاء بذويهم أو مراسلتهم أو الاتصال بهم تلفونيا أو عبر الراديو والتلفزيون سنوات طويلة إن لم يكونوا مخطوفين أو مجبرين على البقاء حيث هم الآن؟
الادعاء بأن حياة المقاتلين في الجبال قاسية ولاتوجد وسائل اتصالات غير صحيح، بدليل أن أقنية التلفزيون تتجول بينهم في كل حين، وأن زعماء الحزب يتصلون تلفونيا بتلك الأقنية كل يوم، وأن شبكة اتصالات حزب العمال الكردستاني في كل موقع قتالي أو مقر سياسي قوية وقادرة على تحقيق التواصل بين الأهل والأبناء والبنات أيضا... فلماذا لايحق للمقاتل الكردي وحده الاتصال بأهله ليعلم ماذا جرى بعد غيابه بعد كل سنوات الخدمة الوطنية تلك؟ ولماذا لايحق لذويه / لذويها معرفة شيء عما جرى أو يجري لابنهم أو ابنتهم؟ ولماذا يضطر فقراء الكرد لصرف الكثير من المال والاتجاه إلى كردستان العراق بحثا عن فلذة أكبادهم، ولايسمح لهم حزب العمال بذلك مباشرة؟ أهو الخوف من ظهور حقيقة أن معظم هؤلاء الشباب والشبات أرغموا على البقاء في الجبال سنوات طويلة، حتى بعد أن تخلى حزب العمال عن شعاراته الكبيرة واكتفى بالعمل من أجل "حقوق ثقافية في اطار الجمهورية الديموقراطية التركية!"...؟
فإذا كان من حق هذا الحزب وزعيمه اللجوء إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية لمجرد أن آذان الزعيم ملتهبة أو أن بطنه ينتفخ بسبب الحبوب باعتبار أن الكشف عن ذلك حق من حقوق الإنسان، للحر والسجين والأسير، فإن من حق أم المقاتل أيضا معرفة ما إذا كان ابنها أو ابنتها على قيد الحياة أم فارقها دون أن تخبر بذلك... فحتى أسرى الحروب لهم حقوق ولذويهم حقوق، فكيف بالأحرار ليست لهم أدنى الحقوق؟! وهل تستثني قوانين حقوق الإنسان الدولية الأمهات الكرد اللواتي لايعلمن إلى من يتجهن؟...
سنة مؤخرا: "إنني مستعدة لأن أضحي بكل أولادي من أجل حرية شعبي، ولكن ألا يحق لي أن أتكلم مع ولدي دقائق معدودة قبل موتي؟"
الحقيقة هي أن الكثيرين ممن انتزعت فلذات أكبادهم يخافون من حزب العمال الكردستاني ويخافون على حياة أولادهم إن هم أصروا على الالتقاء بهم، ومع الأسف فإن منظمات حقوق الإنسان السورية والكردية والدولية لاتفعل شيئا في هذا الصدد...
لذا نطالبها جميعا بالضغط عبر المؤسسات الدولية على حزب العمال لتحقيق مطالب الأمهات الكرد الثلاث:
أولا- كشف قوائم كاملة وشاملة بأسماء المقاتلين الكرد السوريين "الشهداء والأسرى لدى الدولة التركية والمسجونين لدى حزب العمال نفسه والذين تم تصفيتهم جسديا بأوامر حزبية وأسماء المسؤولين عن تلك التصفيات، وكذلك المقاتلين الذين أرسلوا للالتحاق بالثورات الأخرى والمنشقين عن حزب العمال وأماكن تواجدهم".
ثانيا- السماح لهؤلاء المقاتلين بالاتصال بذويهم خلال فترات محددة يتم الاتفاق عليها بين حزب العمال الكردستاني ومنظمات حقوق الإنسان، وبما لايقل عن ثلاث مرات سنويا، وتحدد وسائل الاتصال (تلفونيا، أو عن طريق اللقاءات المباشرة التي تؤمنها منظمات حقوق الإنسان أومنظمتا الصليب الأحمر والهلال الأحمر العالميتين). واجراء تحقيق جدي من قبل منظمات حقوق الإنسان حول ادعاءات حزب العمال الكردستاني بأن تلك اللقاءات غير قابلة للتحقيق بسبب "مشاكل أمنية".
ثالثا- السماح للمقاتلين الكرد السوريين بالعودة إلى مواطنهم أو الذهاب إلى أي مكان آخر يريدونه، طالما حزب العمال الكردستاني لايريد الحرب والقتال حقا ويسعى لتحقيق أهدافه الديموقراطية ضمن اطار الدولة التركية، والعمل لدى الجهات الدولية لقبول هؤلاء الأكراد السوريين كلاجئين سياسيين، الذين يريدون العودة أو الالتجاء إلى دول أخرى خوفا من عقوبات تصدر بحقهم في سوريا لأنهم قاموا بما قاموا به كنضال سياسي من أجل قضية سياسية...
ونناشد حكومة اقليم كردستان العراق خاصة القيام بدورها القومي الهام لتحقيق مطالبنا الإنسانية هذه من خلال مساعيها المشكورة والتي حققت كثيرا من الفوائد سابقا في مجالات كهذه.
لجنة دعم أمهات المقاتلين الكرد.
Gemya kurda