أبريل 05، 2009
الأكراد والأرمن قنابل صامتة بين أنقرة وواشنطن
في سنوات قليلة أثبتت تركيا ثقلها الإقليمي، الذي أخذ الغرب ينظر إليه بعين الاعتبار، وربما ارتسمت ملامح ذلك الثقل حين رفضت تركيا السماح لقوات التحالف باستخدام اراضايها لغزو العراق واسقاط نظام صدام حسين.
ونتيجة لهذا الموقف توترت العلاقة بين واشنطن وبين أنقرة، لكن العالم أيضا انتبه إلى القوة التركية التي رفضت أن تكون تابعا لأمريكا وتساهم في ضرب دولة مسلمة أخرى، على الرغم من أنها تسعى منذ زمن في الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي، ولهذه الجزئية وغيرها أصبح صوت تركيا مسموعا.
ومن الواضح أن اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارة تركيا كأول بلد إسلامي ارتكز على تلك القوة التي اكتسبتها والشعبية التي تنامت بسبب مواقفها المتزنة.
ومن الواضح أيضا أن تركيا والولايات المتحدة لديهما الكثير من السياسات المتداخلة في مناطق متشابكة، لكن تلك الخطط المتداخلة يمكن أن تظهر المشاكل.
من بين تلك المشاكل هي خطة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق، وإذا كانت تركيا عرضت تسهيلات لعملية الإنسحاب، فإن ما ستتركه الولايات المتحدة خلفها هو ما يثير قلق تركيا، خوفا من حدوث انقسام في العراق يورط أنقرة في مشكلات ضخمة أهمها قضية الدولة الكردية، والسعي في تأسيسها شمال العراق، وهو ما يعني إشعال الأفكار الإنفصالية للإكراد في تركيا نفسها، كما أن أنقرة قلقة بشأن فشل الولايات المتحدة في التعامل مع حزب العمال الكردستاني الذي يستخدم شمال العراق كقاعدة لشن هجماته داخل تركيا ذاتها.
من المشكلات الأخرى قضية الأرمن، فخلال حملته الرئاسية وعد أوباما بإعتبار قتل مئات الآلاف من عرقية الأرمن خلال عصر السلطنة العثمانية (1915-1917) بالابادة.
ولم يستخدم أي رئيس أمريكي كلمة "إبادة" لوصف أحداث عام 1915 وسترقب تركيا عن كثب لترى ما إذا كان أوباما سيفي بتعهده، أم لا.
ولزيارة أوباما أوجه ايجابية عدة أهمها انها تمثل دعما لتركيا التي ترغب في الانضمام للاتحاد الاوربي، وهي طريقة يظهر بها أوباما رمزيا أن تركيا جزء من أوروبا، أضافة الى أهميتها في إعادة بناء العلاقة بين البلدين التي تأثرت بشدة من خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. واستعادة الثقة الكاملة لهذا الحليف الاستراتيجي الذي تخشى واشنطن أن يدير ظهره للغرب.
السياسي