أبريل 01، 2009

هتلر العربي


فيديل سبيتي

لو كان هتلر قائداً للأمة العربية او لدولة من دولها لرُفعت الايدي تحيةً له، لا لمجازره في حق اليهود التي لا يزال العرب يشككون في حصولها بل لمجازره في حق المسلمين الذين سيبيدهم ألوفاً خلف الألوف. بالنسبة الى شعوب هذه الامة، لا فرق بين الأعراق والاثنيات والديانات التي يأتي منها المبادون واحدا تلو الآخر، وبالسكين. وهو اذا لم يبدهم في الافران، فبالسكاكين رقبةً خلف رقبة، كما تُذبح الابقار في مسلخ. هكذا ترفع الايدي عاليا تحية له، لأنه قائد وزعيم ومنتخب من الشعب، ولأن لا محكمة مهما تكن صفتها ستنال منه، ولأن كل رجال الدين في صفّه، بفتاويهم وآرائهم الصدئة، ولأن جهاز المخابرات لن يتوانى عن إجبار الناس على التظاهر رافعين صورته طالبين الموت لأميركا، سبب كل الشرور. انه هتلر العظيم سفّاح السفّاحين، قاتل النساء والأطفال من أجل وحدة البلاد والأمة، ومن أجل الوقوف سداً منيعا امام الهجمة الصهيو- أميركية.
قد يظن بعض القراء ان هذا سيناريو خيالي او انه سيناريو لفيلم يريد صاحبه ان يحصل على أموال الانتاج من المؤسسات الاميركية العميلة ليتمكن من تصويره. لا، ليس سيناريواً خيالياً بل بالفعل سيناريو حقيقي. وإذا اردنا ان نجعل منه فيلماً فلنُدر الكاميرا ناحية السودان. وهذه هي الصور.
البشير يجلس في صالونه المهيب، يرتدي بذته العسكرية مرصّعةً بكل ما يمكن من النجوم، آمراً هذا بالقتل، دافعاً ذاك نحو الجحيم، رامياً هذا في السجن لأنه تجرأ على انارة الدرب، قاطعاً لسان ذاك لأنه تجرأ على القول الفصل في ما يخص قضية الشعوب السودانية التي تملأ البلاد من أولها الى آخرها. ثم يقول لقائد الجيش الجالس تحت مجرة النجوم خاصته: "رحْ الى الغرب وأقتل من فيه. عذِّب النساء واغتصبهن، وأقتل الاطفال لأنهم سيصيرون أجيال الغد، ثم عد لأدعوك الى طاولة عشاء من لحم الذين تقتلهم".
الناس في البلاد العربية لا تقوى على مقاومة كاريزما الزعيم. هذا ما أورثهم أياه جمال عبد الناصر وياسر عرفات وجورج حبش وحتى أحمد جبريل. فيا للبؤس. يا لبؤسنا.