أبريل 02، 2009
الكاتب المثير للجدل عبدالله الهدلق: الآية (21) من سورة المائدة تؤكد حق بني إسرائيل في فلسطين
حاورته نورا جنات
كتاباته دائما مثيرة لكثير من الجدل رغم أن آراءه اللاذعة قد يشاركه فيها الكثيرون من الكتاب إلا انه دائما ما يطرحها بأسلوب حاد مختلف يجر عليه الكثير من الانتقادات ويعرضه لوابل من الاتهامات تتجاوز أحياناً حدود اللياقة.
اتهموه بالعمالة وبالصهيونية، فرد عليهم بسخرية أدبية مطالبا بالدليل متسائلا: هل تحتاج إسرائيل بامكاناتها المتقدمة لعمالة عبد لله مثلي؟! أشاعوا حصوله على وسام إسرائيلي رفيع المستوى فطالب مطلق الاشاعة أن يأتيه فورا بهذا الوسام المزعوم لانه وسام يعتز به!.
يرفع من يراه يصلي في المسجد حاجبيه مستغربا وهو يتساءل: ملحد ويصلي؟! إلا انه ينفي عن نفسه تهمة الازدواج في الشخصية التي ألصقها به بعض معارضيه من «الاسلاميين الذين يتاجرون بالدين ويستترون به». في مقال واحد استطاع ان يكسب وبجدارة عداء 3 دول مرة واحدة بخلاف آلاف من العرب الذين انهالت عليه شتائمهم من كل صوب وحدب.
في لقائه مع «الوطن» لم يخل حديثه من جرأته المعتادة. فتحدث معه عن ايران «الفارسية» كما يسميها دائما وانطباعاته بشأنها ومخاوفه منها وطالب الكاتب عبدالله سعد الهدلق دول الخليج بالكف عن التعامل باستحياء مع «ايران الفارسية» وطالبها بأن تقوي «ظهرها» وتدخل باحلاف عسكرية دولية لان الاتفاقيات لا تجدي نفعا، كما طالب بانهاء المقاطعة الكويتية الاسرائيلية لانها خدعة كما وصفها، مطالبا العرب بأن يرتقوا بمشاعرهم ويكفوا عن التشنج بعد مضي 50 عاما.
ولم يقتصر حديثنا معه على الخارج بل امتد إلى أزمات الداخل، وحينها لم يخف الهدلق مقدار شعوره بالتشاؤم فالكويت يتنازعها تياران والغلبة بالتأكيد ستكون للتيار الديني ما لم يتم تحجيمه وهو تحجيم قد لا يحدث إلا باستخدام آخر العلاج «الكي» وهو هنا الحل غير الدستوري!
? أنت كاتب مثير لكثير من الجدل، وهناك من صنفك في قائمة «كتّاب الصهيونية في العالم العربي»! كيف تنظر لذلك؟!
- هو اتهام يعبر عن قناعات البعض، من حق من يطلق هذا الوصف عليّ أن يعبر عن قناعاته كما شاء، الموضوعات التي اتطرق إليها في مقالاتي لا تختلف كثيرا عما يكتبه الاخرون، ولكن ربما يكون اسلوبي في تناول تلك المواضيع مختلفاً عن غيري، وربما جاءت الصراحة الكاملة والعبارات والمفردات المباشرة والحادة وتجاوز الاطر والقوالب التقليدية في الكتابة هي ما يسبب احيانا اللغط والتساؤلات.
وعموما من المعروف ان كثيرا من الخصوم ممن لا يعجبهم اسلوب طرح الكاتب في مقالاته، قد يعمدون الى وسائل كثيرة لتشويه الحقائق وطمس الوقائع من بينها الزعم بأني مثلا متعاون مع اسرائيل! فأنا اتساءل في أي مجال يمكن أن أكون من المتعاونين مع اسرائيل واين دليلهم على هذا الزعم الباطل؟
اتهموني بأني «متصهين وعلماني وملحد» وهذه الاتهامات بدون دليل تظل اقوالا مرسلة!
? اتهامك بالصهيونية هل كان بسبب تلك المقالة التي كتبتها معنونة بـ «يا ليتني كنت جنديا اسرائيليا»؟!
- هذه المقالة بالذات كتبتها عام 2006 ومرت مرور الكرام ولم ينتبه لها احد أو تحدث هذه الضجة، ونشرت منذ تاريخ كتابتها مقتبسة من صفحة المقالات في الوطن في موقع «التواصل» التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، لم يلتفت إليها احد بل ان الموقع اساسا لم يكن بهذه الشهرة عربيا، الى ان حدث الاجتياح الاسرائيلي لغزة حيث كتبت حينها مقالاً قاسياً جدا في الفاظه ومتزامناً مع الضربة الاسرائيلية لغزة، اسميته «جزاء قيادات الغدر والخيانة» ونشر ايضا مقتبسا من الوطن في موقع الخارجية الاسرائيلية، هذا المقال هو من فتح عيون القراء لكاتب بهذا التوجه، اصبح هناك تراسل بين القراء وبدأ البعض بالبحث عن المزيد مما كتبه هذا الكاتب، وعثروا على موقع الخارجية الاسرائيلية ووجدوا ان هناك عدداً كبيراً من مقالاتي قد اعاد الموقع نشرها مجددا، ربما لو لم اكتب مقال جزاء قيادات الغدر والخيانة لما عرف احد موضوع نقل موقع الخارجية الاسرائيلية للمقال.
? البعض يرى ان مجرد نشر مقالاتك على موقع الخارجية الاسرائيلية هو دليل على تعاونك مع اسرائيل، هل تم استئذانك من قبل الاسرائيليين قبل نشر مقالاتك في الموقع الرسمي للخارجية الاسرائيلية؟!
- وزارة الخارجية الاسرائيلية وضعت مقالات في موقعها لعدد من الكتاب الكويتيين والسعوديين وحتى المصريين، وهي تشير دوما الى مصدر الاقتباس وتؤكد ان ما يكتب في الموقع يمثل وجهة نظر كاتبه الشخصية ولا يعكس بالضرورة وجهة النظر الاسرائيلية الرسمية، اسألوا وزارة الخارجية الاسرائيلية لماذا اختارت مقالاتي لتنشرها، لم يستأذني احد كما لم يستأذنوا غيري! لأن ما قاموا به لا يعتبر تعديا على حق شخصي أو ملكية فكرية بل هو مجرد اقتباس مع ذكر المصدر.
? هل القدس مقدسة دينيا؟ وهل هناك دليل في القرآن والسنة يؤكد ضرورة امتلاك العرب للقدس؟
- القدس مدينة مقدسة دينيا لديانات ثلاث «اليهودية- المسيحية- الإسلام» ويجب أن تكون خاضعة لإشراف دولي يمكن كل إشباع الديانات الثلاث ممن ممارسة شعائرها الدينية فيها بحرية وأمان.. ولكن لا أعلم دليلا من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم يؤكد ضرورة امتلاك العرب القدس بل على العكس تماما، فالآية رقم (21) من سورة المائدة تؤكد حق بني إسرائيل فيها.
? هل شعرت بالندم بعد كل هذه الضجة التي اثيرت حول «المقال»؟
- ابدا.. بل اعتز وبشدة بما كتبته واصر عليه، اختياري للالفاظ والمفردات الواردة كان موفقا، لم يعترض المسؤولون في جريدة «الوطن» على المقال وانا مستعد لان اكتب اقسى من ذلك المقال اذا سمحت الظروف
? هل سمعت بتلك الروايات التي تلمح لوجود اتصال بينك وبين الاسرائيليين؟!
- ما اكثرها.. لكن اذا كان هناك من يلمح لوجود هذا الاتصال بالفعل فليثبت ذلك وليأتني بدليل.
? هناك قصة يتناقلها عدد كبير من رواد المنتديات والمواقع تقول ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عندما قرأ مقالك قام من كرسيه ورفع يديه للسماء منتشيا واكد انك تستحق الترشيح لنيل أعلى وسام في اسرائيل، ووصفك بانك أكثر صهيونية من هرتزل! أما «تسيبي ليفني» فقد قالت حسب الروايات فانك «أحد سفراء اسرائيل في العالم العربي»! ما هو تعليقك؟!
- بصراحة روايات وحبكة درامية عجيبة لكنها مثيرة للسخرية، سمعت بها وقرأتها وموضوع الوسام الاسرائيلي اشارت اليه «جريدة الحركة» المملوكة لحدس، كتبوا الخبر على الصفحة الأولى وقالوا اني مرشح لنيل أعلى وسام باسرائيل! ورددت عليهم بمقال نشر في الحركة وكان مقالا تهكميا في واقع الامر.. قلت فيه: ان من صاغ خبر ترشيحي لنيل وسام اسرائيلي بهذه التفاصيل الدقيقة لابد وأن يكون قد حضر هذا الاجتماع وشاهد اولمرت وهو «يفز من مكانه» وينطق باسمي ويرشحني لنيل الوسام ووجهت كلامي لجريدة الحركة متسائلا: اذا كان مراسلكم أو مدير مكتب صحيفتكم في تل ابيب قد حضر اللقاء وشاهد بأم عينه جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي وترشيحي لنيل الوسام، فأنا اشكره بشدة لانه زف إلي خبراً رائعاً لا أعلم عنه شيئا! بل واطلب منهم تزويدي باسم هذا المراسل أو مدير المكتب لكي اقوم بعمل توكيل رسمي له لاستلام هذا الوسام بالنيابة عني نظرا لأني غير قادر على الذهاب لإسرائيل، اخبرتهم بأني على استعداد أيضا لدفع كافة المصاريف المترتبة على استلامي لهذا الوسام، لانه وسام اعتز به كان هذا نوعاً من «السخرية الادبية» على خبر ملفق انتشر بين القراء العرب حتى خارج الكويت دون وجود دليل واحد على ما ورد به من مزاعم!
? ما هو رأيك في الديموقراطية الاسرائيلية؟
- الديموقراطية الاسرائيلية رائدة ومثالية ولا يملك كل منصف وعادل إلا أن يقف اجلالا واحتراما وتقديرا لها وهي أفضل من الكثير من الأنظمة الشمولية والمستبدة في الوطن العربي!