مارس 27، 2009
التوتر العربي الكردي يهدد سلام العراق الهش
تصاعد في الشهور الاخيرة العداء القديم بين المكونين العرقيين عندما كرر رئيس الوزراء نوري المالكي القول بأنه يرغب في تقوية كفة بغداد على حساب المحافظات العراقية الثماني عشرة بما فيها محافظات منطقة كردستان للحكم الذاتي الامر الذي اثار حفيظة الاكراد المؤيدية للفدرالية القوية. وعلى الصعيد المحلي تستعد قائمة »الحدباء« السنية التي فازت في انتخابات مجلس محافظة نينوى لتوسيع دائرة نفوذها.
تشكل السيطرة على المناطق المتنازع عليها بوابة العنف الجديد المتوقع في العراق. يدعي الاكراد انهم لا يطالبون بما هو ابعد من استعادة مناطق كانت بالاساس تابعة لهم قبل ان يهجرهم صدام حسين عنها بالقوة كما حدث في مدينة كركوك الغنية بالنفط. بينما يقول العرب ان تلك الاراضي لم تكن كردية اصلا. في هذه الاثناء تتحرك قوات البيشمركة التي تتلقى اوامرها من حكومة اقليم كردستان وتعمل بمعزل عن ارادة بغداد, الى الجنوب من الخط الذي رسمته الامم المتحدة لاقليم كردستان وتتوغل بانتظام في المناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى وديالى وكركوك.
تتعهد قائمة »الحدباء« بطرد البيشمركة من نينوى. يقول أثيل النجيفي, رئيس القائمة والمرشح لمنصب محافظ نينوى: »اننا نرفض وجود البيشمركة, ولا نريد لغير قوات الحكومة الشرعية التي تتبع اوامر قوات الامن العراقية ان تتواجد في المحافظة«.
ويعد النجيفي بأنه بمجرد تنصيبه محافظا لنينوى سوف يطلب من بغداد رسميا الايعاز الى حكومة اقليم كردستان بسحب قوات البيشمركة التابعة لها من المحافظة.
في حين يقول فرياد راوندوزي, المتحدث باسم الكتلة الكردية في البرلمان العراقي ان »تلك القوات لا تسحب لمجرد تصريح يُدلي به النجيفي لوسائل الاعلام.
فنحن كأكراد نملك سلطة الدفاع عن ابناء شعبنا وهناك 172 ألف كردي هجروا من منازلهم في الموصل إبان مرحلة التعريب التي نفذها صدام حسين. والبيشمركة موجودون هناك لحماية ابناء الشعب الكردي.