مارس 23، 2009

كردستان العراق: صرخة مدوية ضد ختان الاناث


اجهشت شيلان انور عمر ذات السبعة أعوام بالبكاء عندما اغلقت والدتها الباب خلفها وامرتها بخلع ملابسها الداخلية، بينما حملت امرأة أخرى في يدها شفرة حادة استعدادا لبدء "الحفلة".
واخذت اوصال شيلان ترتعد عندما ادركت ان الحفلة التي وعدتها والدتها بها لن تقام وقادها حدسها الطفولي الى ان ألما فظيعا سيتملكها.
صرخت الطفلة بصوت ضج الحي بأصدائه بعد ان قطعت القابلة جزءا من عضوها التناسلي ثم حملتها أمها بابتسامة فخر.
وقالت الأم، أيشا حميد (30 عاما) "اعتدنا على هذه الممارسة منذ زمن بعيد"، واضافت من بلدتها طوز خورماتو التي تبعد 170 كيلومترا عن العاصمة بغداد "لا نعلم لماذا نفعل ذلك، لكننا لن نتوقف عن القيام به، لأنه من تعاليم الاسلام والمجتمع".
وتعتبر كردستان المنطقة الوحيدة في العراق واحدى المناطق القليلة في العالم التي ينتشر فيها ختان الفتيات على نطاق واسع، اذ ان 60 بالمائة من النساء في المدن والبلدات الكردية في شمال العراق تعرضن للختان.
واصدر العديد من رجال الدين في العالم الاسلامي فتاوى تحظر ختان الفتيات وتعتبره منافيا للشريعة الاسلامية.
وتسلط ممارسة الختان الضوء على هذه المعضلة التي يمر بها الاقليم الكردي الذي ينظر اليه على انه متطور اجتماعيا اكثر من بقية انحاء العراق.
ويشير نشطاء حقوقيون الى تصاعد ارتكاب جرائم الشرف ضد النساء، ما يشكل دليلا اضافيا على ان المرأة الكردية تعاني الامرين، رغم حملات التوعية لمواجهة الختان والعنف ضد المرأة.
وتحاول باكشان زنغانا، رئيسة لجنة المرأة في البرلمان الكردي الضغط لاستصدار قانون يفرض عقوبة السجن عشر سنوات لكل من يمارس ختان الاناث او يقدم تسهيلات للقيام به.
لكن يوسف محمد عزيز، وزير حقوق الانسان في الاقليم يرى ان الامر لا يستحق التدخل من قبل البرلمان قائلا "لا ينبغي سن تشريع لكل مشكلة صغيرة تظهر في المجتمع.
وتندر ممارسة ختان الفتيات في المناطق العربية من العراق، حسب منظمات نسائية. وتقول هذه المنظمات انها تجهل السبب وراء انتشار هذه الظاهرة، الشائعة في اجزاء من افريقيا والشرق الاوسط، في الاقليم الكردي دون باقي مناطق العراق.
ولا يشارك الرجال في عملية ختان الفتيات بل يعطون الموافقةعلى ذلك، مثلما حصل مع والدة شيلان التي استأذنت والد الطفلة للقيام بذلك.
ويبرر الاكراد المؤيدون لختان الاناث ضرورة هذه الممارسة لسببين: الاول، انها تكبح الرغبات الجنسية للنساء، والثاني انها تعمل على تطهير المرأة روحيا ليتسنى للاخرين تناول الطعام الذي تعده بأريحية.
(واشنطن بوست)