مارس 16، 2009
نيوزويك: عائلتا برزاني وطالباني تتكتمان على الميزانية المالية
يتفق 83 بالمائة من المواطنين الأكراد –طبقاً لمسح للرأي أجري مؤخراً- على أنّ الحياة السياسية والآليات الحكومية والحزبية في إقليم كردستان، بحاجة الى تغيير شامل. ومن جانب آخر يؤكد 94 بالمائة من الذي استجوبهم معهد كردستان للقضايا السياسية ومقره في أربيل أن الحكومة الإقليمية يجب أن تعلن ميزانيتها للناس وتحدّد مواضع الإنفاق. وباعتراف مسؤول كردي كبير –لم يقبل الكشف عن اسمه لمجلة نيوزويك الأميركية- فإنّ أحداً لا يعرف أين وكيف تنفق أموال طائلة وبمليارات الدولارات تحصل عليها الحكومة المحلية في كردستان. وتروي المجلة تفاصيل اتهامات بأنّ الحزبين الكرديين المهيمنين في ما تسميه الإمارة الإقطاعية الراكدة يتسلّمان شهرياً 36 مليون دولار، مع أنّ مسؤولي الحزبين يؤكدان جهلهما بهذه الأموال. والسنة الماضية كانت ميزانية الإقليم الرسمية 6 مليارات دولار تقريباً، لكن لا أحد من المسؤولين في الإقليم –كما تقول النيوزويك- يمكن أن يتحدّث عن أبواب إنفاق هذه الأموال الهائلة، المخصصة لسكان 3 محافظات فقط من أصل 18 محافظة عراقية، فضلا عن الموارد التي تتسلمها الحكومة من منافذ عديدة أهمها الضرائب والمكوس الكمركية ومشروعات الاستثمارات. وتكشف الصحيفة –فضلاً عن الهيمنة العائلية على أهم مناصب الحكومة المحلية- عن استحالة قيام مشروع محلي أو أجنبي من دون شراكات خاصة لمتنفذ في عائلتي (البارزاني) و(الطالباني) أو أحد المسؤولين في الحكومة. وينطبق ذلك بشكل أساس على شركات النفط التي تقول إنها تدفع ملايين الدولارات لأشخاص من أجل أنْ تحصل على عقود في الإقليم. ويتحدث مسؤولون حاليون وسابقون ومواطنون ومراقبون في كردستان عن حال استشراء الفساد الذي تصفه مجلة نيوزويك بأنه مستوطن منذ عقود ووصل الى حال التعفن، فيما يحذر مسؤول كبير في الإقليم من أنّ استمرار الوضع أصبح مستحيلاً. وهذا ما يؤكد للمجلة حقيقة الاستفتاء الذي يقول إنّ 3 بالمائة فقط من المواطنين الأكراد يؤيدون الانفصال عن العراق لأنهم بالدرجة الأساس يتخوفون من تزايد حال الفساد. وتحذر المجلة من أنّ آليات الحكم في الإقليم الكردي، بدت متخلفة عما جرى من تطوّر ديمقراطي نسبي في بقية أنحاء العراق، مشيرة الى نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي غيّرت الكثير من مجالس الحكومات المحلية، فيما يخطط الحزبان الكرديان لإجراء الانتخابات في المحافظات الكردية الثلاث بقائمة مشتركة بينهما لـاحتكار السلطة، وشبهت الصحيفة ذلك بـالإقطاعية السياسية مشيرة في جوانب معينة الى أن (الطالباني) أكثر استجابة للتغير من (مسعود البارزاني) على الرغم من أن الأخير يريد التظاهر بأنه زعيم كردي وليس زعيماً حزبياً!. وفي الجانب السياسي يؤكد مراسل نيوزويك أنّ هناك عدداً كبيراً من الجائعين الى السلطة ينتظرون انزياح تأثير رئيس الحزب الوطني الكردستاني (جلال الطالباني) ليكشفوا عن تطلعاتهم. وتشير المجلة الى أن حدثاً كهذا قد يفجّر حال التنافس بين الحزبين نحو مآلات غير آمنة.