يونيو 10، 2009

بونجور كردستان


عبد الحميد زيباري

تستعد القنصلية العامة الفرنسية في اقليم كردستان العراق لافتتاح مدرستين فرنسيتين خلال العام الدراسي المقبل في اربيل والسليمانية في اطار ترسيخ الوجود الفرنسي في هذه المنطقة.
وقال قنصل فرنسا لدى اربيل فريدريك تيسو ان افتتاح المدرستين يأتي بعد فتح القنصلية الفرنسية في اقليم كردستان والغاية منه "ترسيخ موقع فرنسا في العراق".
واضاف "طلبت منا السلطات في اقليم كردستان فتح مدارس وستكون هناك اثنتان واحدة في اربيل (350 كلم شمال بغداد) والأخرى في السليمانية (330 كلم شمال بغداد) ونحن بدورنا طلبنا من ادارة ميسيون لاييك فرانسيز العمل على ذلك".
و"ميسيون لاييك فرانسيز" هي منظمة حكومية فرنسية تتولى الإشراف على المدارس في الخارج.
وأكد ان "الافتتاح سيكون في ايلول/سبتمبر المقبل"، موضحا ان "الكادر التدريسي سيكون فرنسيا بالنسبة الى اللغة الفرنسية" مشيرا الى ان "المواد الدراسية ستكون وفق البرنامج التربوي الفرنسي".
وتابع تيسو ان "اللغات المستخدمة ستكون الكردية والعربية والفرنسية والانكليزية على ان يتولى التدريس اساتذة بلغاتهم الام"، مشيرا الى ان "الهدف من ذلك تخريج تلامذة يتقنون اربع لغات اي اربع ثقافات".
وأوضح ان "مدرسة اربيل بدأت تسجيل الأطفال اعتبارا من سن الثالثة لمرحلة الحضانة، والسادسة لمرحلة الابتدائي الأول حتى 11 عاما، اما في السليمانية فان الدراسة ستقتصر في المرحلة الأولى على الحضانة".
وأكد القنصل ان "الشهادات سيكون معترفا بها في فرنسا".
ولفت الى ان حكومة اقليم كردستان ستضع في تصرف المدارس المباني اللازمة في اربيل والسليمانية مع تأمين المدرسين باللغتين الكردية والعربية، بينما ستتولى الحكومة الفرنسية تأمين الكادر التدريسي للغتين الفرنسية والانكليزية.
وتابع "لقد وعدنا رئيس الوزراء في حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني بمتابعة مسألة المدرستين بصفة شخصية".
وحول اهداف المدراس، قال تيسو "المهم بالنسبة الينا ان تكون هناك اجيال منفتحة على العالم ومتلقية تعليما يجعل منها شخصيات تتمتع بكفاءات قادرة على بناء المجتمع والعائلة".
واكد ان "هناك اقبالا على التسجيل الذي بدأ مطلع حزيران/يونيو الجاري، فالمدرسة قطاع خاص ونأمل ان لا تتجاوز كلفة اقساط التدريس ثلاثة الاف دولار في السنة كمعدل وسطي".
وتابع "لقد سجلنا عشرات الأطفال وحتى الان ردود الفعل جيدة جدا".
وعمل تيسو كطبيب لعامين في اقليم كردستان مطلع ثمانينات القرن الماضي ضمن منظمة "اطباء بلا حدود" برفقة وزير الخارجية الفرنسي الحالي برنار كوشنير.
وخدم الأكراد في مناطق كانت حينها خارجة عن سيطرة الجيش العراقي، كما تعلم اللغة الكردية وقام بزيارة الإقليم العام 1991 اثناء الانتفاضة الكردية برفقة زوجة الرئيس الفرنسي الراحل دانييل ميتران.
الى ذلك، اعلن بيان حكومي ان وزير التربية في حكومة الإقليم دلشاد عبدالرحمن استقبل الاثنين القنصل الفرنسي ومسؤولين في المنظمة الفرنسية الحكومية "ميسيون لاييك فرانسيز" وبحث معهم الاستعدادات الجارية لفتح المدرستين.
وأكد الوزير استعداده لتأمين كل المستلزمات المطلوبة للمدرستين.
ونقل البيان عنه قوله ان "سكان الإقليم ينظرون بحماسة بالغة الى فتح المدارس الفرنسية ورئيس الحكومة شخصيا يدعم المشروع ونحن على استعداد لتقديم كل المستلزمات للمدرستين".
وأوضح ان الوزارة ستقيم احتفالا في حضور الوزير وقنصل فرنسا العام في الاقليم وممثل ل"ميسيون لاييك فرانسيز" لتوقيع مذكرة تفاهم حول المدرستين.
ويشار الى ان للمنظمة مدارس في 38 دولة في العالم مع وجود 14 منها في مدن اميركية.
ويشهد اقليم كردستان بعد خروجه عن سلطة النظام السابق العام 1991، حركة لافتة من حيث افتتاح المدارس والجامعات الأهلية.
وكانت اولى المدارس التي افتتحت في اربيل، "ايشق" و"نيلوفر" التركيتين للبنين والبنات العام 1994، تلتهما مدرسة الشويفات اللبنانية الدولية العام 2005.