أبريل 24، 2009

الانتخابات الكردية


ماجد محمد مصطفى

الصورة المشتركة لرئيس مام جلال مع رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني والتي علقت تعميما في اغلب دوائر الحكومة الكوردية بما فيها القطاع التربوي، توضح ان الدعايات الانتخابية قبل خوض المعترك الانتخابي المزمع اجراءها في 19 من ايار المقبل.. لن تكون مكلفة للحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني لمواردهما المالية الضخمة وتجربة الادارة والحكم منذ العام 1992، ناهيك عن تجربتين انتخابيتين سابقتين بما يوضح ضمان الفوز في الانتخابات القادمة بطرق ديمقراطية سليمة فلا بديل لغير الفوز ودون تشنجات وتعصبات وسلاح.. خاصة بعد اعلان المشاركة بقائمة موحدة.
ولكن المال يبقى مال الشعب بالاساس وعدم تبذيره يمينا وشمالا امر ضروري لان الاحزاب التي تشارك في الانتخابات ضمانتها ميزانية الاقليم.. ويعني انها اموال الشعب ومصدر ثروة كل المسؤولين الحاليين وعلى حساب الشعب الذي يبدو بانه المتضرر الوحيد في الانتخابات القادمة في حال بقاء الوضع بما هو عليه برلمانيا بالخصوص.. دون امكانية البرلمان الجديد ممارسة مهامه وخاصة الرقابية وكذلك عدم انجازه لدستور الاقليم.. بل ربما بقاء الوجوه نفسها سيما بعد اعلان القائمة المغلقة التي ليست فيها هويات واسماء المرشحين.. بعضهم خلال اربعة اعوام سابقة لم يكلف نفسه حتى رفع يده ايجابا اوسلبا خلال الجلسات البرلمانية الا مرات قليلة في كل مشاكل الاقليم والعراق الفيدرالي وكردستان ايضا.. ويتقاضى راتب مجزي عدا الخدمات التي اتيحت له ولعائلته.. هل يفترض بالبرلماني ان يتميز على الاشخاص الذين اعطوه الصوت والثقة لينفرد بسلطته وحصانته ليصبح خلال اعوام قليلة من الاثرياء؟
وعودة الى الصورة المشتركة لزعيمين الكورديين التي علقت ايضا في المدارس الابتدائية تقليد منبوذا للدكتاتورية والرمز الدارج في ادبيات الشرق الاوسطية والعراق بالخصوص ضمن مظاهر النظام البائد.. الصورة توضح انتهاء زمن الاحتراب والقتال الداخلي الذي استمر لسنين وكلفت الكثير من الدماء والمال والسمعة .. وكانت لاجل السلطة فقط وانتهت الحرب بتدخلات ووساطات شعبية ومحلية ودولية وصولا الى صورة مشتركة عممت عقب رحيل النظام المقبور بتدخل امريكي مباشر وبروز سياسة كوردية جديدة تدعو الى توحيد الادارة والحكم والبرلمان ضمنا.. في وقت اختفت اصوات المعارضة نهائيا عدا معارضة الشعب للهفوات والزلات والجرائم التي ارتكبت منذ عام 1992..
ولايخفى ان التركيبة الحزبية لكلا الحزبين الهرمية تعود لزمن الاتحاد السوفيتي السابق.. باسس المركزية زمن النضال التحرري وظروفه الموضوعية والذاتية ..كما هناك تشابه في سبل الحكم والادارة لدى الحزبين وخاصة فيما يتداوله الشعب حول الفساد والانتهاكات لدى الجانبين ..و بات ايضا من المؤكد المشاركة بقائمة واحدة في الانتخابات القادمة ويعني ذلك ضمان الفوز على حساب العلمانيين واليساريين والاسلاميين .. حتى لو تحالفوا..
في ديمقراطية محفوفة بالمخاطر والغبن حينما لايستطيع الشعب الاختيار الاصوب لمصالحه رغم تجربته المريرة والمعاناة والشكوى الدائمية.
وقد ولت الحروب الداخلية المخزية تاريخيا وشعبيا.. وهناك جهود توحيد الادارات والسلطة بين الحزبين الرئيسين وعلى مختلف الصعد.. وايضا هناك تجارب سابقة للوحدة بين الاحزاب الكوردية على اساس المصير الواحد وتقارب التوجهات والاهداف.. والظروف التاريخية التي حتمت تشتت او تشكيل احزاب جديد ابان النضال التحرري الكوردي بشكل يدعو اعادة الوحدة بين الاحزاب المتقاربة التوجه والمصالح انطلاقا من ظروفها الانية.. فهل نشهد في المرحلة المقبلة توحيد الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني في حزب واحد موحد ليس المهم ان يكون جديدا في التسمية.. تخفيفا للمشاكل والخلافات السياسية والفساد بمختلف انواعه وبما يرضي طموح الشعب الكوردي وتطلعاته حيث ثبت فشل الحزبية في تحقيق اهداف الشعب وكان ومايزال الخاسر الحقيقي لثرواته وقواه وامنياته..