فبراير 21، 2009
ثمانمائة مليون دولار من أموال النفط حصل عليها الطالباني واختفت هي سبب الأزمة الحزبية
قالت صحيفة كردية صادرة في اربيل انه بعد اجتماع ممثلي القياديين الخمسة المستقيلين من الاتحاد الوطني مع طالباني، يتوقع حدوث تصدعات من جديد فيما بينهم حيث ان أربعة منهم يكتنفهم الغموض حول قرار استقالتهم النهائي، بيد ان طالباني تمكن من اقناع كوسرت رسول بعدم الاستقالة والعدول عن قراره.
حيث استقال في الجمعة الماضية كل من كوسرت رسول علي والقياديين الاربعة في جناح الاصلاح (عمر سيد علي، جلال جوهر، عثمان حاجي محمود، مصطفى سيد قادر) اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني . وفي اليوم الذي تلاه أخذ عثمان حاجي محمود استقالتهم الى بغداد وقدمها لطالباني.
وتنص المطالب المقدمة من قبل المستقيلين بابعاد كل من عمر فتاح نائب نجيرفان برزاني وعماد احمد مسؤول الاعمار من مناصبهم، وكذلك سحب مكاتب كل من ملا بختيار وارسلان بايز وآزاد جندياني.
وأعلن فريد اسسرد عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني في تصريح للصحيفة بأنه جرى اتفاق مبدئي أسفر عن تهدئة الوضع، وبعد جلسة ودية عقد كل من طالباني وكوسرت رسول وبرهم صالح اجتماع مغلق ثلاثي المحور، وقال: لقد اتفقوا في الاجتماع على ان يقوم نائبي الأمين العام بنشر المشروع الذي تقدم به القياديون المستقيلون، حيث بعدها تم توقيع الثلاثة عليه (طالباني كوسرت رسول وبرهم)
وقد شدد اسسرد على انه تم الاتفاق على اغلب المطالب، واشار الى ان بعضا من هذه المشاكل وجدت لها حلولا وسطية مرضية للطرفين.
وحول النقاط التي تم الاتفاق حولها قال اسسرد: تم الاتفاق على تغيير قسم من مسؤولي المكاتب واعادة توزيع الصلاحيات من جديد
ويبدو ان في مقدمة المشاكل التي برزت مؤخرا داخل قيادة الاتحاد الوطني هو ان (حكومة الاقليم )كأحد اطراف العقد قد حصلت مؤخرا على مبلغ مليار و(400) مليون دولار امريكي من قبل شركات استخراج النفط. وتشير المعلومات الى ان الاتحاد الوطني قد حصل على (800) مليون دولار من ذلك المبلغ ولا يعرف مصير هذا المبلغ صار عند من او ماذا حل به.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع بأن كوسرت رسول هو من طرح على جلال طالباني قضية مصير هذا المال وماذا حل به؟ كما ان كوسرت رسول قد ألمح الى ذلك في اجتماعاته مع كوارد الاتحاد الوطني .
وحول ردود فعل الحزب الديمقراطي ازاء الاستقالات والمماحكات التي حصلت داخل صفوف الاتحاد الوطني ، فقد اختار الحزب موقف الصمت ازاء ذلك.
وبحسب مراقب سياسي مطلع فإن الحزب البرزاني لا يحبذ ابعاد اية مجموعة من صفوف الاتحاد الطالباني وحسب اعتقاد هذا المراقب ان ما حصل من انفصال الاشخاص الخمسة عن الاتحاد الوطني هو ربما لينظموا الى جناح نوشيروان مصطفى، الأمر الذي سيقوي قائمة نوشيروان المشاركة في انتخابات الاكراد القادمة مضيفا: وفي حالة كهذه قد يتعرض مصير الاتفاقية الستراتيجية المبرمة بين الاتحاد الوطني و الحزب الديمقراطي للخطر. مشيرا بذلك الى ما اعلنه مسعود بارزاني : ان هذه الأزمة ليست فقط لها تأثير سلبي على الاتحاد الوطني والتحالف بل تؤثر بشكل كبير على وضع الاقليم العام
وأشار بارزاني الى ان بروز آراء مخالفة داخل أي طرف من الأطراف مسألة طبيعية وهي جزء من المشروع الديمقراطي مضيفا: ولكن مع ذلك لا ينبغي ان يصل الأمر الى حد بلبلة الوضع بما يصب في مصلحة الخصوم والافادة من هذا الوضع لصالحهم
واشار المراقب السياسي ان القياديين في جناح الاصلاح قرروا الاستقالة حينما اتضحت الرؤى امامهم، وقال: اولئك يطالبون بالاصلاح مع نوشيروان منذ زمن، ولكن استقالة كوسرت رسول كانت موضع ذهول لهم. موضحا بأن كوسرت رسول كان لديه احتمالان امام هذه الاستقالة وهو اما الانضمام الى جانب نوشيروان مصطفى وتشكيل قائمة وحزب جديد او العودة الى الاتحاد الوطني مضيفا: ويبدو ان كوسرت رسول فضل الاحتمال الثاني وهو ما جعله يتخلى عن قرار الاستقالة
ومن جانب آخر اعلن مصدر مقرب من الاحداث داخل الاتحاد الوطني بأنه قبل ساعة من مغادرته الى بغداد اتصل كوسرت رسول بكاك نوشيروان ولكن نوشيروان لم يقدم له أية ضمانات
واوضح د. عبدالله علياوايي عضو البرلمان عن قائمة التحالف الكردي الذي كان مطلعا على المناقشات التي دارت في بغداد :ان ذهاب كوسرت رسول الى بغداد كان علامة على تهدئة المشاكل، مضيفا: وقد رضي طالباني بأغلب المطالب ويبدو انه قريبا سينشر اعلان حول ذلك من جهة أخرى يعتقد المراقبون السياسيون بأن مطالب جناح الاصلاح مطالب جدية الى حد ما وتتجه نحو الاصلاح والتغيير الجذري في الاتحاد الوطني . وهم مصرون على استقالتهم. وبحسب تلك المعلومات التي حصلت عليها (الصحيفة ) بأنه لازال القياديون الأربعة في جناح الاصلاح لم يقرروا سحب استقالاتهم.