فبراير 15، 2009

شبح الانتخابات في كردستان العراق


يعد العديد من الجهات السياسية والقوائم المتنوعة والشخصيات المستقلة والاحزاب الكوردستانية أنفسها، لخوض انتخابات برلمان كوردستان، ويشير السياسيون والخبراء السياسيون الى ان تلك الجهات يبدو ان بمقدورها تحريك البركة الراكدة.
أعلن حزب اليسار الكوردستاني قبل ايام عن مشاركته في انتخابات برلمان كوردستان، وهي في حوارات مستمرة مع (تيار التنمية) -التي تضم شخصيات مستقلة من داخل وخارج كوردستان- و(الجبهة الديمقراطية الكوردستانية) –مجموعة من الشخصيات الأكاديمية والكتاب والخبراء السياسيين المستقلين من خارج كوردستان- حيث تعمل الجهات الثلاثة للنزول بقائمة واحدة ولا زال الأمر قيد المناقشة.
ومن جهة اخرى أعلن حزب الحل الديمقراطي الكوردستاني عن مشاركته في الانتخابات بقائمة مستقلة واحدة. ولم تعلن الأحزاب الكوردستانية الأربعة (الاتحاد الاسلامي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الجماعة الاسلامية، كادحي كوردستان) لحد الآن عن كيفية مشاركتهم، وحسب تصريح عضو المكتب السياسي للاتحاد الاسلامي يبدو انهم يتجهون للمشاركة في الانتخابت بقائمة واحدة.
وفي الوقت نفسه لازال الحزب الشيوعي الكوردستاني ينتظر قرار برلمان كوردستان لكي يحسموا أمرهم ان كانوا سينزلون بقائمة واحدة، ام سينزلون بالمشاركة مع الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، ويذكر ان الحزبين الاخيرين قد شكلا لجنة عليا للمشاركة في الانتخابات.
ومن جهة اخرى وجه الحزب الشيوعي للعمال الكوردستاني العراقي مشروعه حول المشاركة في الانتخابات، للقيادة واللجنة المركزية لحزبهم، وسيحسمون أمرهم خلال الاسبوع المقبل.
وأعلن تيار التغيير نحو الديمقراطية (رةك) خلال هذه الايام عن انضمامه الى قائمة نوشيروان مصطفى النائب السابق لسكرتير الاتحاد الوطني الكوردستاني ومدير شركة (وشه) والذي بصدد تشكيل قائمة مستقلة.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة (هاولاتي) فإن شركة (وشه) بدأت مساعيها حول كيفية المشاركة وتحديد المرشحين وعقد عدد من الاجتماعات الموسعة.
ان تشكيل قائمة من قبل نوشيروان مصطفى، لها تأثير خاص على الوضع السياسي، لأن المذكور له حضور جماهيري واسع فضلا عن ان قسما ملحوظا من اصوات الاتحاد الوطني الكوردستاني ستكون لصالح قائمته، لكونه كان نائب السكرتير العام لذلك الحزب.
وبحسب مصدر مقرب من نوشيروان مصطفى، فهم قد قرروا المشاركة بقائمة مستقلة ومنفصلة في الانتخابات وقال هذا المصدر في تصريح لصحيفة (هاولاتي): "بأنه تقرر تشكيل القائمة ولكن لم يتم الحديث عن كيفية تحديد المرشحين".
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها (هاولاتي)، ان اليساريين سيعلنون عن انفسهم في قائمة واحدة. ومع انهم عبروا عن استعدادهم للانتخابات، الا انهم لم يتفقوا لحد الآن حول ما اذا كانوا سينزلون بقائمة واحدة، ولازالوا قيد المناقشة. وحول القيام بتحالفات في الانتخابات، قال محمد بشدري عضو قيادة حزب اليسار الكوردستاني في تصريح لصحيفة (هاولاتي): "نحن لا نتحالف مع الجهات التي في الحكومة حاليا، واذا طلبوا منا التحالف فينبغي عليهم ان يصلوا بأنفسهم خارج السلطة". مضيفا: "نحن معارضة ونتحالف مع الجهات المعارضة".
ولازال الحوار قائم بين حزب اليسار الكوردستاني وكل من تيار التنمية والجبهة الديمقراطية الكوردستانية للنزول بقائمة واحدة. ووفقا لحديث ذلك العضو القيادي، فقد قرر حزب اليسار مشاركة تيارين آخرين معه في الانتخابات.
وبالنسبة للحزب الشيوعي الكوردستاني العراقي ووفقا لـ (ابو اركان) عضو المكتب السياسي في الحزب، بأنهم لم يقرروا لحد الآن بأي طريقة سيشاركون في الانتخابات. وقال أبو كاروان: "نحن بانتظار جلسة البرلمان، وبعد اجتماع المكتب السياسي والقيادة الحزبية، سنقرر فيما لو كنا سنتحالف ام سننزل بقائمة مستقلة".
وقال زمناكو عزيز عضو الهيئة التنفيذية للحزب لصحيفة (هاولاتي): "حسب رأيي، نحن اذا شاركنا في الانتخابات وقررنا التحالف، سنتحالف مع تلك الجهات التي تؤمن بفصل الدين عن الدولة، وحرية التعبير الكاملة ووجود حقوق المرأة، بمعنى ان يكونوا قريبين من توجهاتنا".
ويعتقد اعضاء القوائم المنفصلة والشخصيات المستقلة والخبراء السياسيون ان هذه الانتخابات ستشكل منافسة شديدة بين الجهات السياسية، ويشيرون الى ان مشاركة تلك القوائم والجهات المتنوعة سيخلق تأثيرا على البرلمان.
ويقول المراقبون السياسيون بأن مشاركة نوشيروان مصطفى سيمهد الطريق للقوائم والمجاميع الأخرى للعمل بترابط اكبر وعدم الخوف من الاتهامات التي يوجهها الحزبان (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني) للمجموعات والقوائم التي تشارك في الانتخابات بعيدا عن قائمتهما
ومع استعداد الحزب الديمقراطي و الاتحاد الوطني الكوردستاني لخوض انتخابات برلمان كوردستان تعد قرابة (10) جهات وقوائم متنوعة انفسها، لخوض هذه الانتخابات. لذلك وحسب رأي المراقبين فإن المنافسة ستكون شديدة، ويعتقد سردار ستار عضو الهيئة العاملة في حزب الحل الديمقراطي الكوردستاني، لكون البرلمان لا يستطيع التحقيق في فساد الاتحاد الوطني الكوردستاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، فإن مشاركة تلك القوائم ودخولها البرلمان سيكون لها تأثيرها، مضيفا: "ان الانتخابات الآن بحاجة الى قائمة ذات ارادة قوية لتشارك فيها".
وبرأي الخبراء السياسيين واعضاء الأحزاب ان مشاركة هذه الجهات ستعمل على تغيير نمط الخارطة السياسية للبرلمان وبالتالي تغيير السلطة وهلم جرا.. على منوال (تحريك البركة الراكدة).
يعتقد الدكتور سالار باسيره المختص والخبير السياسي ان مشاركة تلك الجهات المستقلة المتنوعة، ستغير الخارطة السياسية وتستطيع العمل بمثابة المعارضة داخل البرلمان مضيفا: "ان مشاركة تلك الجهات الحالية والشخصيات المستقلة وذات الخبرة، طراز جديد ومؤثر كي لا يحتكر الحزبان الديمقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني الكوردستاني السلطة لأنفسهم بعد الآن".
اما زمناكو عزيز فيعتقد انه مع الاشارة للدور المؤثر لتلك الجهات في حالة دخولهم البرلمان سيستطيعون خلق اساس لتحريك البركة الراكدة في البرلمان.
ويقول محمد بشدري: "بأن تلك الجهات بمجرد تمكنها في البرلمان من اطلاع الناس على كيفية توزيع وصرف الميزانية، يعني انها استطاعت تحريك تلك البركة التي يتحدثون عنها".
وازاء هذه التطورات في تشكيل قوائم مستقلة ومنفصلة يزداد استياء كلا الحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني، اللذان يعتقدان ان تلك المجاميع والاحزاب سوف لن تأخذ بنظر الاعتبار المسؤولية التاريخية للمرحلة.
وفي اجتماع للمكتبين السياسيين للحزبين المذكورين، شددا فيه على اصطفاف الاحزاب السياسية الكوردستانية مع التحالف الكوردستاني. وعقب الاجتماع اعلن ملا بختيار المتحدث باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في مؤتمر صحفي وبعدها في برنامج تلفزيوني، بأنه من واجب الحرص ومنطلق المسؤولية التاريخية تجاه التجربة سينزل كليهما الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني بقائمة واحدة".
ومن جهة أخرى يعتقد المراقبون بأن ثمة فرصة نجاح جيدة ستتوفر للذين يرشحون انفسهم كشخصية ومجموعة ومنظمات مجتمع مدني واعلام حر، لأن لدى أهالي كوردستاني نوع من اليأس تجاه الاحزاب السياسية الموجودة في كوردستان، لذا سينجح اولئك كما حصل مع نفس التوجهات في انتخابات المحافظات العراقية.