السليمانية/احسان عزيز
قبل انطلاق العام الدراسي الجديد في الاقليم بيوم واحد فقط نظم المئات من المدرسين ، تظاهرة احتجاجية امام مبنى مديرية التربية والتعليم في السليمانية نددوا خلالها عبر لافتاتهم وهتافاتهم بقرارات السلطات في الاقليم القاضية باقصاء مدراء المدارس عن وظائفهم بسبب مواقفهم السياسية ، كما وطالبوا وزارة التربية والتعليم بالغاء تلك القرارات التي قالوا انها صادرة من جهات حزبية تقحم نفسها عنوة في شؤون التربية والتعليم ، كما وتساءلوا عن مصير المشروع الذي طرحه الرئيس جلال طالباني للفصل بين سلطة الاحزاب والسلطات الحكومية .وهدد المتظاهرون الذين انضم اليهم العشرات من اقرانهم تضامنا عبر الكلمات التي القوها في التظاهرة بالاعتصام الشامل وايقاف عجلة التعليم لو واصلت السلطات في انتهاج سياساتها الحالية .والمعروف ان الاجهزة الحزبية في السليمانية تركز منذ اسابيع على القطاع التربوي وتقوم بما تسميه بتطهير المؤسسات الرسمية من الموظفين والكوادر الذين صوتوا لصالح قائمة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى في الانتخابات الاخيرة التي مني خلالها الاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني بهزيمة منكرة في معقله الرئيسي السليمانية والتي حصلت فيها حركة التغيير على 52% فيما لم يحصل الحزبان الرئيسيان الاتحاد والديقمراطي بزعامة مسعود بارزاني اللذين خاضا الانتخابات بقائمة موحدة سوى على 15 % لكل منهما .وقال مشتاق علي حسين المعلم في احدى المدارس الابتدائية بالسليمانية انه طرد من وظيفته قسرا فقط لأنه صوت لصالح قائمة التغيير وقال" لن نعاتب نقابة المعلمين على صمتها حيال ما نتعرض له من تعسف لأنها باتت جزء من الهيكل التنظيمي للحزبين الحاكمين " مشددا على ان النقابة فقدت شرعيتها منذ عام 2006 . وقال " اما مديرية التربية فانها مجرد دائرة حزبية تنفذ ما يملى عليها ولاتحرك ساكنا للدفاع عن حقوق التدريسيين " .وقالت آفان محمد معاونة مدير احدى المدارس الابتدائية " انضممت الى التظاهرة تضامنا مع زملائها من التدريسيين المفصولين ، لأنني متاكدة بان سياسة التطهير ستطالنا لاحقاً و غايتنا من هذه التظاهرة هي ان نعلن للملأ بان التدريسيين يكرمون بالطرد من وظائفهم والأهانة في اول يوم من العام الدراسي الجديد في الاقليم من قبل السلطات الحاكمة التي لاتكترث بأوضاع التدريسيين اطلاقا " واضافت " نشجب بشدة مواقف نقابة المعلمين ومديرية التربية اللتين صارتا جزء من المنظومة الحزبية الحاكمة في السليمانية " فيما قال زانا منمي النائب عن كتلة التغيير في البرلمان الكردستاني " ان قرار اقالة التدريسيين بسبب مواقفهم السياسية مجحف وبعيد تماما عن الاعراف التربوية " مؤكدا بانه سيحمل مطالب التدريسيين وشكاواهم الى البرلمان واستدعاء وزير التربية للمساءلة لو لزم الامر يذكر ان الموظفين عموما والتدريسيين على نحو خاص عانوا الامرين في اقليم كردستان طول 13 عاما من الحظر المحكم الذي فرضه النظام السابق على الاقليم الذي كان خاضعا اصلا لحظر دولي شامل اسوة ببقية اجزاء العراق ، واضطر الكثيرين منهم الى بيع اثاث منزله وكابدوا الفقر والعوز دون ان يتخلوا عن رسالتهم في تعليم النشأ الجديد .هذا وتشير التطورات السلبية التي تشهدها الاوضاع الراهنة في السليمانية بان المحافظة بشكل عام ومركز السليمانية خصوصا ستشهد لاحقا مزيدا من التوترات في ظل استمرار سياسة تطهير الدوائر والمؤسسات من الموظفين المشكوك في ولائهم ، وما هذه التظاهرة التي احيطت بالعشرات من رجال الامن و شرطة مكافحة الشغب الشرارة الاولى لحرب بادرة بين السلطة والمعارضة قد يطول امدها ، واول الغيث قطر.... كما يقال .