مارس 08، 2009

حان الوقت للتخلص من ثقافة البرنو



فائق سعيد

الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يستطيعا لحد الآن التخلص من تلك الثقافة الجبلية واستيعاب فكرة أن أيام حمل بنادق (البرنو) وكونهم أبطالا للحرب الداخلية قد عفى عليها الزمن. لذا فإن تعيين اولئك مرة ثانية في تلك المناصب الحساسة التي بحاجة الى الخبرة والتعليم جزء من الفساد الذي يعمل الاتحاد الوطني الكوردستاني على معالجته.
وعلى الشاكلة نفسها، فإن ما يقوم به الاتحاد الوطني الكوردستاني من جعل جلادي وقتلة المؤنفلين مستشارين لهم، والافراج عن طيار القصف الكيمياوي بلا سؤال ولا استشارة احد وجرح ارادة الأمة، والاستمرار في تعيين الاشخاص غير الكفوئين في المناصب الرفيعة، وابقاء اصحاب الملفات في مناصبهم في البرلمان، يعرضون فيها للأمة ويثبتون بأننا نسير باتجاه نظام شبه ديكتاتوري الى ان يحين الوقت ويعلنوا فيها عن الديمقراطية.
ان ما يحتاجه الحزبان في الوقت الحاضر الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك هو سياسي وهو تغيير واستبدال حملة (البرنو) بمجموعة لها القابلية والكفاءة على العمل. وكان يمكن في وقت ما ان تحل المشكلة الكبيرة لكركوك بقرار رجلين شجاعين، تلك الفترة لم تكن بحاجة الى السلاح والقتال، بل كنا بحاجة لاتخاذ قرار.
ما زالوا لحد الآن يسخرون منا بأرقام مثل (58) وبعدها (140) ومن ثم الى (33)، والله أعلم ما يخبئونه لنا من رقم جديد.
فبعد كل عمليات الانفال والاستشهاد في أتون مراحلها، وبعد 18 عاما من حكم الحزبين مازالت امرأة عجوز من كرميان ومنكوبة اخرى من حلبجة، تفتقدان الماء والكهرباء، بينما المذنبين ما يزالون قابعين في مناصبهم. فكيف يمكن بعد ذلك ان يكون لحياتهن طعم، ومن ثم تذهبان وتعطيان صوتيهما لكلا الحزبين.